play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 08:25

المصدر: صوت لبنان

صائب الكبير وصائب الصغير

أحترم هذا الرجل لأنه اعترف بحق الشعب بالتغيير، فغيّر قواعد اللعبة في بيروت وكان أول المنسحبين لأنه أدرك أنه غير قادر على أن يتغير وأن يركب الموجة كما فعل غيره. عزف عن الترشح صراحة، لا مواربة من خلال ترشيح ابن أو نسيب أو حفيد أو زوجة، وصائب الصغير موجود يذكرّ بصائب الكبير. أتحدث عن تمام سلام في ثاني موقف غير عادي. عام ١٩٩٢، عزف عن الترشح تضامناً مع المقاطعة المسيحية. لم يكن يخدم المسيحية السياسية، لكن كان يعيد تجربة صائب بك الذي اختار الانكفاء الى جنيف بعد سطوة السوريين، فاختار تمّام الاعتكاف في عزّ لوائح التعليب السوري.
عام ٢٠٢٢، عزف عن الترشح إفساحاً في المجال لقوى التغيير. لم يشأ أن يغيّر لونه أو جلده، لم يشأ أن يتمكيج ليصبح عضواً في الثورة، ترك الحرباء وشأنها، وقبل بمعادلة “كلن يعني كلن”، وانسحب بهدوء من الحلبة السياسية. حذا حذوه وبعده الرئيس سعد الحريري لكن لأسباب مختلفة كلياً. أسارع الى التساؤل، هل هذه المواقف، خاصة اذا انسحبت على رؤساء الحكومات السابقين، تشكل التزاماً بكلمة سر خليجية بالرغبة بأهل السنّة بمقاطعة جمهورية حزب الله؟ سؤال برسم المستقبل؟ وبرسم العزم من دون جزم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها