play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ١٩ تموز ٢٠٢١ - 12:20

المصدر: صوت لبنان

ضحّوا بالناس وجعلوهم أضحية…

ربما لم تكتسب مناسبة بمفارقة هائلة كما حال اللبنانيين اليوم ومعنى عيد الأضحى الذي يحل عليهم.

وإذا كانت كلمة الأضحى تعني التضحية أي تلك النعجة المُقَدمة كأضحية، فإن مثلها مثل اللبنانيين الذين يعانون من صَلَفِ بعض قادتهم وعنادهم فيكونون هم الأضحية التي تنحر على مذبحِ مصالحهم الشخصية ومسلخ أنانياتهم المميتة.

فماذا عسانا نقول والإنهيار يعمّ كل القطاعات ويصيب كل الفئات.

هؤلاء الذين يصلّون ويصومون ويتصدقون وهم في حياتهم لا يأبهون لِمعاناة الناس وصراخ الأب المفجوع لتأمين دواء لإبنته أو حليب لِطفله ويتمسكون بمصالحهم الفردية حتى ولو إنهارَ البلد لا تنفعهم الصلاة ولا الوقوف أمام مذبح الكنيسة أو في محراب المسجد. هم يعتقدون أن إلتزام الطقس الديني يكفيهم شر غضب الباري عِوَضَ الوقوف وقفة حقيقة وصدق أمامه ليعترف بِصدقِ خدمته للشعب الذي إئتمنه وولاه في إدارةِ شؤون الحكم.

وهكذا يحلّ العيد والشباب الواعد الذي فقد إبتسامة المستقبل من وجهه يحزم أمتعته ويغادر البلد الذي يحتاج إلى عقله وإبتكاره وسواعده للبناء والإستمرار.

إنَّ العالم يجتمع ليقول لحكامنا أنتم مسؤولون عن تدمير بلدكم وأنتم الذين جلبتم الخراب إلى قطاعاته وأنتم تهجرون شبابه وهم عِوَضَ المبادرة لمعالجة المشاكل يديرون الأذن الصماء أو يتناحرون حول وزير مِن هنا وحصة من هناك.

والسلطة تستخدمُ القمع إذا طالب أو تظاهر مواطن، والحبس إذا أبدى أحد الإعتراض.

مدهشٌ المشهد الداخلي والبلد في عزّ الأزمة، فلا حركة ولا حوار ولا تسوية ولا خطة ولا مخرج في الأفق وفوق ذلك فشل في التأليف وإعتذار.

كيف السبيل للخروج من المحنة والسلطة القامعة بالمرصاد. ألا يخجلون مِن عرقلتهم لِجلاء الحقيقة كاملة في إنفجار الرابع من آب وعند عشية ذكراه الأولى.

لقد فهمنا الآن معنى معارضة التحقيق الدولي علَّ جرح الأهالي المفجوعين يبقى مفتوحاً والدم سائلاً والحقيقة ضائعة.

عيد الأضحى هو عيد التضحية فهم هؤلاء إنَّه التضحية بالناس وجعلهم أضحية.

ألا أعتقنا الله من شر جبروت هؤلاء.

كل أضحى وأنتم بخير

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها