كريستال محفوظ

الخميس ١٥ أيلول ٢٠٢٢ - 13:42

المصدر: صوت لبنان

“عددُ النساء اللواتي تطوّعن هائل”… ووحدها الأيام كفيلة أن تُظهر لنا ما ستؤول اليه الأمور!

2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم غيّرت تاريخ لبنان وطبعت في معالمه وجوه أناس لن ينسوا ما حصل مهما حصل…
قتل 224 شخصاً وجرح حوالى 6 آلاف آخرين وتشرّد حوالى 300 ألف شخص وما زالت أسباب حدوث الانفجار مجهولة مع عدم اكتمال التحقيق، واصطدامه بمعوّقات تتعلق بالحصانة القانونية التي يتمتع بها النواب.
الباحث في الدوليّة للمعلومات محمد شمس الدين أشار عبر صوت لبنان ألى أنّ “الأضرار قُدّرت بنحو 4.5 مليارات دولار بما فيها المرفأ والمناطق المجاورة”.
وتتصدّر العناوين قضية تعيين القاضي الرديف في ملف انفجار المرفأ، بعدما أعلن وزير العدل هنري خوري عن قرار تعيين قاض رديف للقاضي طارق البيطار، ما دفع أهالي الضحايا الى تنفيذ وقفة احتجاجية امام قصر العدل وامام منزل وزير العدل هنري خوري.
وللتسليط على الموضوع أكثر، كان لا بدّ لنا من نظرةٍ قانونية الى الموضوع مع المحامي جوزف فرح الذي أكد لصوت لبنان أنّ خطوة وزير العدل هنري خوري غير قانونية وقابلة للطعن”.
وسط كلّ هذه الأجواء لا بدّ من ذكر كارلن حتيّ كرم ابنة الـ27 عاماً التي خسرت زوجها شربل كرم، وشقيقها نجيب حتي، وابن عمها شربل حتي في انفجار المرفأ أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني ضمن فوج إطفاء بيروت. هي المرأة المؤمنة القويّة الجبّارة التي ما حفّت حتى اليوم أن تروي الم خسارتها الكبيرة برجاء وايمان مؤكّدة أنها لن تستكين حتى تحقيق العدالة بقضية المرفأ انتصاراً لأرواح الضحايا.
هي الأم و”الأب”، الموظفة و”الموظّف”، هي المعيلة لإبنتيها وطبعاً “المعيل” الوحيد… هي المثال الأمثل عن المرأة اللبنانية المثابرة التي تواجه المجتمع والمصير بكل ما لها من قوّة فعّالة!
ومن الضروري لفت النظر الى أنّ النساء تُشكّل حولى 51 في المئة من المتضرّرين/ات، كما أنهن من أسر تعيلها نساء حسب ما بيّن تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
لذلك وفي السياق نفسه قالت رئيسة منظمة “أوبيرج بيتي” جوزفين زغيب، منظمة تركز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة من خلال بناء القدرات وتمكين المجتمعات المحلية، وخصوصًا الأطفال والفئات الشابة والنساء “أدهشني عدد النساء والفتيات اللواتي تطوّعن للمساعدة في أعقاب الانفجار. كنّ يأتين إلى المناطق المتضرّرة للمساعدة في تنظيف الزجاج المحطم بأيديهن. معظم المنظمات التي عملنا معها تقودها نساء قادرات في الوقت نفسه على إجراء مناقشات على طاولة مستديرة وقيادة شاحنات لإزالة الركام الثقيل”.
وتابعت “لقد قمنا بمسح شمل 600 شخص من سكان المناطق المنكوبة، 200 منهن نساء ويعشن بمفردهن، ومن بينهن 90 من النساء المسناّت (8٪ وفقًا لتحليل النوع الاجتماعي “لهيئة الأمم المتحدة للمرأة”).
“المرأة هي نصف المجتمع، وهي التي تلد وترّبي النصف الآخر”، ومنذ الرابع من آب، وتحتل هي عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة المحلية والعالمية بصوتها وقوّتها وصلابتها في احقاق الحقّ مهما علا شأنه ووحدها الأيام المقبلة كفيلة أن تُظهر لنا ما ستؤول اليه الأمور!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها