فرنسوا ضاهر

الخميس ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 08:11

المصدر: صوت لبنان

عقدة المسيحيين بخلوّ السدّة الرئاسية الأولى

 

إن خلوّ السدّة الرئاسية الأولى ليست بفعل المسلمين بل بفعل الصدام بين المشروعين السياسيين اللذين يتنازعان مصير الأمة اللبنانية.

كما إن خلوّ المناصب المسيحية من الفئة الأولى الحاصل تباعاً، ليس بفعل المسلمين أيضاً، بل بفعل الشلل الواقع في تكوين السلطة الإجرائية في البلاد.

علماً أنه يمكن حكومة تصريف الأعمال أن تملأ المناصب الشاغرة عند الاقتضاء والضرورة، حتى لا ينسب الى الآخرين تهميش المواقع المسيحية او وضع اليد عليها او إسقاطها من أوليائها.

اما مقام رئيس الجمهورية فلا يقتصر على صلاحياته المكتوبة في الدستور، بل إن مكانته وشخصيته ووطنيته الصافية وتجرّده وصفاءه وحكمته وبُعْدَ نظره وترفّعه عن الصغائر هم الذين يحدّدون مدى صلاحياته الفعلية.

وإن التطاول على أحكام الدستور وإبتداع الفذلكات والقيام بممارسات لإجتراح صلاحيات لرئيس الجمهورية (كما حصل في العهد الرئاسي الأخير المنقضي) هو أسوأ سبيل يُعتمد لترميم ما خسره من صلاحيات بدستور الطائف.

كما وإن المغالاة في صلاحياته هو الطريق الذي يفخّخ الميثاق الوطني اللبناني ويجعل بقية الطوائف تستبيح قواعده ومرتكزاته.

فالغيارى على الطائفة المارونية والموالين لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، عليهم أن يجيدوا أولاً بأول، حسن قراءة الدستور وأن يحترموا مفاهيمه وقواعده الأساسية ومبادئه العامة ويُقلعوا عن المطالبة بسوء فهمه وتطبيقه حتى تتعزّز مكانة رئيس الجمهورية التي ينطلق منها تعزيز فعلي لصلاحياته وإسترداد لما خسرها منها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها