جورج يزبك

الجمعة ١٠ شباط ٢٠٢٣ - 09:11

المصدر: صوت لبنان

عملية الليطاني

في آذار ١٩٧٨، اجتاحت إسرائيل الجنوب رداً على عملية فلسطينية. فاحتلت أولاً المنطقة الحدودية بعمق عشرة كيلومترات، المنطقة التي كانت تطالب بانسحاب الفلسطينيين منها لتشكل حزامها الأمني، ثم توسع الاحتلال في ما عرف ب “عملية الليطاني”. انعقد مجلس الأمن الدولي وأصدر القرار ٤٢٥ الذي قضى بانسحاب إسرائيل من لبنان، والقرار ٤٢٦ الذي قضى بإحلال قوات الأمم المتحدة في المنطقة المحتلة. في تحليله للوضع أمام رئيس الجمهورية، اعتبر رئيس الاستخبارات جوني عبده أن الاجتياح الإسرائيلي هو حماية استباقية لاتفافية كامب دايفيد التي كانت المفاوضات بشأنها قد بدأت بين مصر وإسرائيل. وكان المطلوب تهدئة الجنوب من خلال إبعاد الفلسطينيين عنه، لتحصين اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي بين مندرجاتها أن كل حرب بين إسرائيل وأي من الدول العربية تجعل الاتفاقية ملغاة. ولضمان نجاح توقيع كامب دايفيد، كان أسرع قرار يتخذ في مجلس الأمن الدولي وأسرع تنفيذ له، حيث انتشرت القوات الدولية في غضون أربعة أيام من اتخاذ القرارين ٤٢٥ و٤٢٦.
رغم التحرك الدولي، بدا الرئيس الياس سركيس في قمة التشاؤم. وبعدما كانت منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية تريان فيه رجل اعتدال، راحتا تصفه كعضو شرف في الجبهة اللبنانية. حتى رئيس الحكومة سليم الحص صار “شخصاً سلبياً” على حد وصف سركيس. رفض القرار ٤٢٦ ونشر قوات الأمم المتحدة في الجنوب، ثم تحمس للقرار بعدما لمس أن منظمة التحرير والحركة الوطنية وسوريا لا تعارض انتشار القوات الدولية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها