play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ١٥ نيسان ٢٠٢٤ - 08:52

المصدر: صوت لبنان

عن اغتيال باسكال سليمان من يهدد السلم الأهلي في ذكرى 13 نيسان

لم يتسن للمواطنين اللبنانيين ان يهنأوا بعيد الفطر. اغتيل المسؤول في القوات اللبنانية باسكال سليمان عشية العيد.

وبما ان الأجهزة اللبنانية مشهود لها بالفاعلية، نلاحظ، انه في كل مرة تتكاثر فيها الحكايات الغرائبية والأقاويل حول عملية اغتيال ما، وكما هي العادة، تكون الجريمة سياسية. فسجل الاغتيالات السياسية مسلسل لا ينتهي.

الملفت ان يحصل ذلك في منطقة مختلطة، طالما كانت نموذجاً للعيش المشترك كجبيل، في الوقت الذي يقبع فيه لبنان والمنطقة على فوهة بركان. فالمواجهات في الجنوب جعلت من الشريط الحدودي أرضاً محروقة كما في غزة. والجبهة اللبنانية مفتوحة على كل الاحتمالات، على وقع زيادة التهديدات والتحضيرات العسكرية الإسرائيلية.

المفاجأة كانت استباق السيد نصرالله للتحقيق، وقبل ان تتضح معالم خطف باسكال سليمان، ليعلن انها جريمة سرقة. وليشن هجومه على القوات اللبنانية والكتائب، قائلاً انهم: «أصحاب فتن تحرّكهم الأحقاد الدفينة، ويبحثون عن حرب أهلية»، وحذّر من أن ترويع أهالي جبيل وكسروان وتهديدهم بعد خطف منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان «خطوة خطيرة جداً جداً، وعليهم فهم خطورتها»، و«أمر لا يُسكت عليه»، بعدما خرج مناصرو الحزبين إلى الشوارع، و«سمعنا كلاماً عن إخراج السلاح الذي يُذكّر بالحرب الأهلية».

القتل ليس ترويعاً بعرف نصرالله. في المقابل، لم تتهم القوات احداً بانتظار التحقيق، وأبدت الكثير من ضبط النفس كما الشارع. وسلك جعجع سلوك رجل دولة.

في المقابل نسأل: هل حقاً أن خطاب السيد نصر يريد التهدئة واجتناب الفتنة والعنف والحرب الأهلية؟ ام انه أول المساهمين في تأجيجها؟ وفي ذكرى 13 نيسان!!

فبنظره، على جمهور القوات، التي سبق وتعرض العديد من المسؤولين فيها للاغتيال، ان يخرس ويمتنع عن التعليق او الغضب. فهم ليسوا من “الأهالي المعصومين”، الذين يغضبون ويعتدون على اليونيفل بمباركة من الحزب.

 

ان دلّ كل ذلك على شيء، فعلى المأزق الذي يعيشه الحزب، وعلى ثقل العبء الذي يحمّله للبيئة الجنوبية وللبنان، فينبري للدفاع عن شيعة جبيل!

فالحزب يكابد خسارة قياداته، مكبلاً وعاجزاً عن تجاوز خطوط حمر وضعتها له طهران. ويتعرض للضربات الإسرائيلية الموجعة يومياً، وآخرها اغتيال المصرفي محمد سرور. ويصمت الحزب وجبهة الممانعة ويظل الرد محدوداً ومنضبطاً.

في المقابل يتهجمون على كل من يعارضهم سياسياً من اللبنانيين. ولو اقتصر التهجم على الجدل السياسي، لهان الأمر. لكنهم يستخدمون لغة التهديد والوعيد، وعادت الأصابع ترتفع، بعد ان هدأت في سياق حرب المساندة السيئة الذكر.

فعلى ماذا يعتمد نصرالله في تحميل بيئته ولبنان كل هذا العبء؟ متجاهلاً مسؤوليته عن انهيار الأمن وغياب العدالة وانتهاك القانون، والحدود الفالتة والسلم الأهلي المهتز؟ مساهماً بتأجيج الفتنة التي تنتظر فتيلاً كي تشتعل؟

فهل يريد السيد نصرالله حرف الأنظار عن كل ذلك؟

وكيف للخاطفين السوريين ان يتمتعوا بحري الحركة في تسكعهم عبر الحواجز الأمنية العديدة، وصولاً الى منطق سيطرة الحزب على الحدود بين البلدين، وهم محملين بجثة قتيلهم؟

ومن أعطى، لمثل هؤلاء الخارجين على القانون، الأمر للقيام بعمليتهم؟ أليسوا عصابات محمية من الممانعة وتابعة للنظام؟

يتعرض اللبنانيين للتهديد والتخويف، لترويضهم واخضاعهم، ومنعهم حتى عن الاعتراض كلامياً!!

عليهم تقديم فروض الطاعة والخضوع للحزب الحاكم باسم الولي الفقيه لحماية مصالح إيران.

وإلا فهم العملاء والمأجورين ومثيري فتنة. دون ان نسمع أي تعليق عن الموساد الإسرائيلي الذي يقتل سرور في عقر الدار.

لن يستعيد لبنان سلمه الأهلي ودولته السيدة إلا بتسليم السلاح المأمور من إيران للسلطات الشرعية والتخلص من النفوذ الإيراني.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها