play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٤ أيار ٢٠٢٢ - 08:00

المصدر: صوت لبنان

عن الحواصل والفواصل…

شاركت في جنازة الأباتي مارون نصر العلامة في المحبة والخدمة، والعلاّمة في التقوى وفي القانون الكنسي. تحلق حول نعشه النائب الان عون ممثلاً رئيس التيار جبران باسيل، والنائب بيار بو عاصي ممثلاً رئيس حزب القوات سمير جعجع. الأباتي نصر جمع المسيحيين بعد الانتخابات أن اتحدوا. وكأنها وصيته أولاً للبطريرك الماروني بألا يُردع عن جمع القادة الموارنة، وثانياً لرهبنته التي لعبت دوراً مقاوماً في الحرب من دون أن تهجر نذر العفة، وثالثاً لعائلته القادرة على الجمع لانفتاحها، كل ذلك من منطلق أن وحدة الموارنة أساس لوحدة المسيحيين ولوحدة مسيحية-اسلامية. الأباتي نصر كان له لبنانه، لبنان القيمة، لا لبنان القسيمة كما رأينا في زمن الانتخابات، ولا لبنان القسمة كما عودنا بعض الموارنة. لبنان الأباتي نصر كان لبنان عن جدّ لا لبنان العدّ، لبنان ليس مجموعة مسيحيين ومجموعة مسلمين، لبنان ليس من معه ١٧ ومن معه ١٩. متى ننتهي من عادة استعمال المحازبين والمناصرين والناخبين كأرقام؟ كأن الانتخابات وجدت لجمع الأصوات والحواصل للزعيم يستعملها، يفرزها، يضمها، يقسمها، يقسّمها، عَلّتْهُ الرعية لا ليعتليها بل ليُعَتِّل لها ولمستقبلها. وكأن الناخبين أرقام تجمع لتمكين الزعيم الفائز من التباهي بحاصله وأصواته التفضيلية.
ما أوقح الحديث عن الناخبين بالحواصل وكأن البشر فواصل، أو الحديث بالتفضيل وكأن الناس تفصيل.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها