play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الأربعاء ٢١ أيلول ٢٠٢٢ - 09:59

المصدر: صوت لبنان

عهد بشارة الخوري…

بشارة الخوري، أول رئيس للجمهورية من مواليد عام 1880، درس القانون في جامعة باريس وعمل في مكتب محاماة يديره إميل إده، الذي أصبح خصمه اللدود وأسس كل منهما كتلة نافست سياسياً الأخرى، الكتلة الدستورية والكتلة الوطنية. هرب بشارة الخوري إلى مصر خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى لبنان وعمل في سلك القضاء، ومنه إلى المعترك السياسي وزيراً للداخلية في حكومة أوغست أديب باشا سنة 1926، قبل أن يخلفه في رئاسة الحكومة. ترشّح لرئاسة الجمهورية في دورة 1936 خلال فترة الانتداب الفرنسي ضد إميل إده، وفشل بسبب مواقفه المعارضة للانتداب.
وقف مع الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، ما قربه كثيراً من بريطانيا التي أيّدت ترشحه لرئاسة الجمهورية سنة 1943. وعند انتخابه في 21 أيلول طلب من رياض الصلح أن يكون أول رئيس حكومة في عهده، وهو من القوميين العرب، وعضو في الكتلة الوطنية في سورية وحليف لقادتها الكبار، سعد الله الجابري وجميل مردم بك، وهو صاحب القول المأثور: “لا نريد لبنان للاستعمار مقراً ولا العرب يريدونه للاستعمار اليهم ممراً. فنحن وهم اذاً نريده وطناً عزيزاً حراً مستقلاً”.
الشريكان بشارة الخوري ورياض الصلح وضعا الميثاق الوطني الذي أُبرم سنة 1943، وأرسى معادلة طائفية خرجت بموجبه رئاسة الجمهورية من نصيب الموارنة، ورئاسة الحكومة لأهل السنّة، واكتمل العرف بإسناد رئاسة مجلس النواب للشيعة.
عام ١٩٤٣، كان الزمن الجميل، زمن عشق لبنان السيد الحر المستقل. أولم تكتب علياء الصلح عن والدها: “ايها المسافر الى الحرية. هنا لبنان. توقف وحطّ الرحال”. كان زمن الرجال.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها