جورج يزبك

الأربعاء ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 14:03

المصدر: صوت لبنان

عون يحرّض الثورة والنواب على الحريري

رسالة الرئيس عون واضحة بمدلولاتها السياسية المتصلة بالتكليف والتأليف.
اولاً واضح ان الاستشارات في موعدها، لا تأجيل ثان، وواضح أن الرئيس سعد الحريري هو من سيكون الرئيس المكلف.
ثانياً نزع الرئيس عون ثقته مسبقاً من الرئيس الحريري وكأنه ينفض سترته رافعاً المسؤولية الشخصية والرئاسية عما ستؤول اليه الامور وحمّلها لاثنين: النواب والثورة. النواب وكأنه يدعوهم قبيل الاستشارات الى تحكيم ضميرهم، وكأنه يقول لهم من جرّب المجرّب، وهو استعاد كل السياسات التي تذكرّ بالفساد، في تبرئة للعهد وفي اتهام صريح للحكومات السابقة وتحديداً حكومات الرئيسين السنيورة والحريري. والثورة، وكأن الرئيس عون حرّض في كلمته الثورة على الرئيس الحريري وعودته الى السراي، وكأنه يقول للثورة بعدما دعا النواب، امنعوا هذا التكليف.
ثالثاً تبنى رئيس الجمهورية مقولة النائب جبران باسيل ومفادها لم يسمحوا لنا بالعمل والاصلاح.
رابعاً سمّى الرئيس عون المجالس والصناديق الهالكة المرتبطة بثلاثة، سعد الحريري وأبرزها مصرف لبنان ومجلس الانماء والاعمار والهيئة العليا للاغاثة، ونبيه بري المؤيد لعودة الحريري وأبرزها مجلس الجنوب. ووليد جنبلاط المؤيد ايضاً بعد فترة حرد لتكليف الرئيس الحريري، وخصه الرئيس عون بصندوق المهجرين.

في الخلاصة، الرئيس عون الذي حيّد حزب الله سياسياً، غمز اليه من خلال رفض الذهاب شرقاً والتمسك بصندوق النقد مع ما يفرضه من شروط اصلاحية. نعم نقل عون كرة التكليف الى ملعبي مجلس النواب والثورة، معلناً براءته المسبقة من المرحلة المقبلة. نعم أخذ بثأر جبران باسيل لكن بطريقة لطيفة لاستحالة الخشونة أكثر نظراً للضوابط الدولية الاميركية-الفرنسية-الروسية التي يتظهر كل يوم انها راعية لهذا المسار.
غداً سينتصر الحريري في مطهر التكليف، وتدخل البلاد في جهنم التأليف.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها