جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
فؤاد السنيورة: تصفية حساب قديم
فؤاد السنيورة قلبه على الرئيس سعد الحريري وعقله مع معادلة الحياة تستمر. وما فعله امس في مؤتمره الصحافي كان استقالة من المستقبل من دون الترشح للانتخابات بعد، لكن المسألة قيد التشاور مع ذاته ومع غيره.
هو رسم اجندة عمل لاهل السنّة اساسها اتفاق الطائف، وسقفها مواجهة النفوذ الايراني وسلاح ح-ز-ب ا-ل-ل-ه طارحاً معادلة لا يمكن بناء دولة مع ح-ز-ب ا-ل-ل-ه المسلح، ويمكن بناؤها مع ح-ز-ب ا-ل-ل-ه من دون سلاح.
وكي لا يتهم بمخالفة قرار سعد الحريري او باستعجال وراثة الحريرية السياسية، اوحى الرئيس السنيورة بأنه رافعة لأهل السنّة في زمن انكشافهم سياسياً، وبأنه لا يتعامل مع تركة، ولا يعمل بالشخصي بل بالتنسيق مع اثنين من نادي رؤساء الحكومات، ورب صدفة خير من ميعاد، صودف أن تمام سلام بيروتي، ونجيب ميقاتي طرابلسي، وفؤاد السنيورة صيداوي، ويكون بذلك قد ربط المثلث السني بحزام نجاة يدغدغ شعور اهل السنّة.
توقيت طرح السنيورة بعد ١٤ شباط والزيارة الفقط عاطفية التي قام بها الرئيس الحريري للضريح، وقبل ١٤ اذار المنتهي الصلاحية والذي يصادف عشية اقفال باب الترشح للانتخابات النيابية، توقيت الطرح يظهرّ اذاً التالي:
اولاً تسجيل أول معارضة من داخل البيت الأزرق لقرار سعد الحريري بتعليق العمل السياسي ومنع اعضاء المستقبل من الترشح للانتخابات.
ثانياً صوغ موقف السنيورة بما لا يمكن لدار الفتوى التحفظ عليه، بل هو موقف يستدرج الدار الى تأمين غطاء له.
ثالثاً قطع الطريق على دخول بهاء الحريري الى الحالة السنيّة.
رابعاً استدراج غطاء عربي خليجي وتحديداً سعودي، وغطاء دولي وتحديداً اميركي فرنسي حاضن لمشروع يساهم في اعادة بعض توازن الى الحالة السياسية.
خامساً فتح السنيورة بازار الترشيحات، وموقفه سيشجع نواب تيار المستقبل على كسر قرار الحظر الذي حوّله الحريري نوعاً من “تابو” لكل من يترشح الى الانتخابات من أهل البيت.
سادساً وأخيراً الردّ المتأخر بعد أربع سنوات على ما لم يهضمه فؤاد السنيورة بعد وهو تبني سعد الحريري ترشيح عمته بهية واقصاء فؤاد.
تصفية حساب قديم.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها