جورج يزبك

الخميس ٨ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 07:24

المصدر: صوت لبنان

فتشوا عن غير الحريري

يتداخل مشهد ترسيم الحدود مع مشهد تأليف الحكومة، والتسهيلات النظرية جاءت من حلف واحد:
حزب الله أجاز الترسيم وقادر في اي وقت على سحب توقيعه، والتسهيل هنا يعطيه فرصة التشدد في عملية التكليف والتأليف بدءاً من شخص المكلف وصولاً الى شكل الحكومة وطبيعتها.
ورئيس الجمهورية حددّ موعد الاستشارات النيابية من دون ربط التكليف بالتأليف أقله ظاهرياً، والتسهيل هنا يعطيه ورقة التشدد في التأليف بما يضع من الآن الرئيس المكلف كائناً من سيكون خارج تأثيرين بالمباشر: بيت الوسط افرادياً، ورؤساء الحكومات الأربعة جماعياً من دون اهمال الوعكة التي أصابت هذا النادي بسبب تفرّد الرئيس الحريري بموضوع وزارة المال ومواجهته بيانياً من قبل الثلاثة مجتمعين، وبسبب تفرد الرئيس ميقاتي بطرح حكومة تكنو-سياسية ولو رشحّ لرئاستها سعد الحريري.
ويدرك الرئيس ميقاتي ان عودة الحريري مستحيلة قبل اجراء مصالحتين على الاقل: خليجياً مصالحته مع ولي العهد السعودي وهذا لم يقدر عليه حتى الرئيس الفرنسي. ولبنانياً مصالحته والثنائي رئيس الجمهورية ورئيس التيار، وهذا قادر عليه الثنائي الشيعي اذا رغب فعلاً في ذلك.
فتشوا اذاً عن غير الحريري لدرجة ان البعض المؤثر في قرارات بعبدا عاد ليترحم على مصطفى اديب محاولاً استرجاعه من المانيا واعادة تدوير مشروعه الحكومي معدلاً بعناصر من مشروع ميقاتي وبالتالي تسطير مذكرة حسن نوايا مع باريس ضمن مهلة الستة أسابيع التي حددها ماكرون وبعد انسداد الرؤية كلياً. اذاً الحريري باق حتى اشعار آخر خارج الاطار، وأديب لا يزال على قيد الحياة أو من يشبهه.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها