play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الأثنين ٣ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 08:56

المصدر: صوت لبنان

فتش عن روسيا

يشكل الكلام الصادر عن جبران باسيل موقفاً انتخابياً على مسافة خمسة أشهر من الاستحقاق النيابي، وبرنامجاً رئاسياً على مسافة عشرة أشهر من الاستحقاق الثاني.
في البرنامج النيابي، اشتغل باسيل على خطين: خط ح-ز-ب ا-ل-ل-ه لوحده، وخط الآخرين.
في هجومه الناعم على ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، طرح باسيل نفسه كمسيحي ناقم على مصادرة قرار الدولة بالسلاح، فالسلاح هو فقط لحماية لبنان، وكأن باسيل يقول لنصرالله، مار مخايل لا ينص على الاستقواء بمئة الف صاروخ لتعطيل الحكومة والحكم والعهد، والمقاومة هي تحت الدولة وليس فوقها ولا يمكن ان نخسر الدولة من أجل المقاومة. هذا كلام جيد أتى متأخراً كثيراً لكن الأفضل من أن لا يأتي أبداً.
في هجومه الحاد على نبيه بري، طرح باسيل نفسه كمرشح رئاسي رافضاً مسبقاً تحكم رئيس المجلس بالنصاب والأكثرية في البرلمان وادارة جلسة الانتخابات الرئاسية في تشرين المقبل، معترفاً منذ الآن بأن نبيه بري باق رئيساً للمجلس.
في هجومه الكبير على سمير جعجع، طرح باسيل نفسه مارونياً خالصاً في معركة مصيرية على من سيكون رئيس أكبر كتلة برلمانية مسيحية في مجلس النواب.
في تقصده سوريا واستعداده لزيارتها حتى قبل الانتخابات النيابية رغم ما قد تخسرّه مسيحياً، طرح باسيل نفسه مرشحاً للرئاسة فاتحاً معركة مبكرّة مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالتواصل المباشر مع بشار الأسد من دون المرور بح-ز-ب ا-ل-ل-ه. وهذا اعتراف بتأثير سوريا على الانتخابات الرئاسية المقبلة مع بدء عودتها الى الجامعة العربية.
يبقى التصويب على حاكم مصرف لبنان من قبيل كسب ود المودعين على طريقة اللهم إني بلغّت.

نحن أمام جبران باسيل جديد، طبعة ٢٠٢٢ صالحة للنيابة والرئاسة على أساس تقارب مع سوريا وتباعد مع ح-ز-ب ا-ل-ل-ه. فتش عن المسألة الروسية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها