play icon pause icon
جورج يزبك
الثلاثاء ٢١ أيلول ٢٠٢١ - 08:04

المصدر: صوت لبنان

فجور بعض البشر

من حق الرئيس حسان دياب أن يشتاق الى ولديه اللذين يدرسان الطب في الولايات المتحدة الأميركية، ولا حاجة لتبرير السفر والغياب لأربعة أسابيع كون الطالبان يدرسان في ولايتين مختلفتين، والجميع يعرف المسافات الشاسعة في أرض العم سام. اسبوعان عند الأول وأسبوعان عند الثاني، والتمديد وارد خاصة بعد كبسة حفظ ماء الوجه التي قام بها جهاز أمن الدولة. ما كان الرئيس دياب بحاجة الى البوح بخصوصياته العائلية لو مثل أمام المحقق العدلي في ملف انفجار المرفأ وخضع للإستجواب كأي بني آدم آخر، وأجاب على سؤال أساسي: لماذا عدل عن تفقد المرفأ بعدما كان مقرراً ذلك. في فلسفة الجرائم، لا تمييز بين مشتبه مقيم في بعبدا أو في السراي، وآخر كادح في حي شعبي هنا أو هناك. التمييز يجيزه المحقق العدلي بعد التحقيق، يفرز البريء والمتهم، فيبقي الأول طليقاً ويوقف الثاني أو يضعه رهن المحاكمة. أما الأزعر الكبير فهو كل من عمل على كف يد القاضي فادي صوّان سواء بالمراجعة القضائية المقدمة من قبل النواب أو بالمسايرة من خلال الحكم الصادر عن محكمة التمييز الجزائية، وكل من يعمل على استنساخ السيناريو ذاته مع القاضي طارق البيطار.
حسان دياب اشتاق الى ولديه المقيمين في الولايات المتحدة، لكن هل يعلم كم اشتاقت أم الى ولدها، وأب الى ابنه أو ابنته، وطفل الى والده أو والدته. حسان دياب اشتاق وفي آخر النهار التقى ولديه، حفظهما الله، لكن ماذا عن أولاد الآخرين الذين شبعوا موتاً في انفجار المرفأ. ماتوا وممنوع على ذويهم أن يصلوا الى الحقيقة. هذه سخرية القدر. بل هذا فجور بعض البشر.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها