فرنسا اثنتان ولبنان لبنانات

فرنسا تهتز لكن لا تسقط، ليس لأنها فرنسا بل لأنها دولة. لا تسقط رغم وجود فرنستين اليوم، فرنسا الفرنسيين، وفرنسا المهاجرين. فرنسا لا تسقط لأن أقصى ما يمكن أن يفعله الفرنسيون الغرباء اعتداءات على الشرطة والأملاك العامة والخاصة وزرع الفوضى لبعض الوقت في بعض المدن. هذا ما فعله الغرباء بلبنان ولو بعضهم لبناني ومن لبنان أو عاش في لبنان ورمى في بئره الحجر. لبنان أيضاً كم مرة اهتز ولم يسقط رغم عدم وجود دولة. لكنّ الخطر هذه المرة ليس ككل المرات، قائم في كل لحظة كالسكتة القلبية، لوجود لبنانات لبنانية، ولبنانات غير لبنانية. اللبنانات اللبنانية كادت أن تصير أقلية لكن لم تستسلم، واللبنانات غير اللبنانية كادت أن تصير أكثرية لكن لم تستحكم. مشكلة فرنسا فرنسية جزائرية مهاجرية، مشكلة لبنان أن البعض يدعّي اللبنانية وينطق بغير لغة، والبعضَ الآخر يريد تغيير وجه لبنان، والبعضَ الثالث يريد لبنان مستودعاً مفتوحاً لاستقبال كل طوارئ دول المنطقة، والبعضَ الأخير لا يعرف ما يريد.
ملاحظة أخيرة: ايران تطلب من فرنسا وقف التعامل بعنف مع المحتجين. رحم الله مهسا أميني.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها