سمير سكاف

الخميس ١٧ شباط ٢٠٢٢ - 10:56

المصدر: صوت لبنان

فصل من الفصول اليومية للذل الهزلي لللبنانيين في المصارف!

تجري يومياً قصص مسرحية هزلية في المصارف اللبنانية يجمع بينها عنصر واحد إذلال المواطنين وسرقتهم، وشر البلية ما يضحك! فيمكن للمواطن أن يبكي أو أن يضحك. الأمر سيان! ومن بين هذه القصص التي لا تنتهي، قصتان جرت فصولهما أمس وأول من أمس.

في الفصل الأول، دخل أحد المواطنين، بالأمس الأول، الى فرع بنك عودة في الدورة ليسحب 400 دولار “بالدولار” بحسب تعميم مصرف لبنان. فقام بسحب المبلغ من الصراف الآلي في داخل المصرف. فكان المبلغ من أربع “ورقات” 100 دولار، من النوع القديم (الورقة البيضاء). دخل بعدها الساحب الى المصرف لاستبدال الأوراق القديمة بالأوراق الجديدة (الخضراء). فرفض الموظف بحجة أنهم يجهلون المصدر. فقدم لهم الوصل “الطازه”، ولكنهم رفضوا تبديل الأوراق! وذلك، بحجة “مش مشكلة، ادفع على كل 100، عمولة تبديل 2-3$ عند الصراف”! ثم طلب منهم إيداع هذا المبلغ في حسابه بالفريش دولار، فرفضوا أيضاً، لأن الأوراق القديمة غير مقبولة، على الرغم أن المصرف هو مصدرها!!!

وفي فصل جديد أمس، توجه أحد المودعين الى بنك بيروت، فرع البوشريه، لسحب مبلغ 6 مليون ليرة من المال من حسابه “اللبناني”. فرفضوا اعطاءه المبلغ “باللبناني”، واشترطوا عليه سحبه بالدولار على سعر الصيرفة بحسب مصرف لبنان، ما يعني أولاً خسارة الفارق بحسب السوق السوداء. ولكن أيضاً، أبلغ الموظف المودع أن سقف السحب المسموح له به هو 297 دولار أميركي فقط. وطلب منه لذلك دفع 3 دولار نقداً لتسليمه مبلغ 300 دولار. ولما كان المودع لا يملك 3 دولار في جيبه، قال له الموظف اذن لا يمكنني إعطاءك سوى 200 دولار فقط!!! ورفض الموظف استلام مبلغ 3 دولار “باللبناني”، على سعر الصيرفة أو حتى على سعر السوق السوداء!!! وأصر على ضرورة استلامها “بالدولار”! فأخذ المواطن المغلوب على أمره الذي يحتاج الى المبلغ لدفع فاتورة التأمين الصحي، مبلغ 200 دولار فقط! وفي سؤال المواطن، ماذا لو كان المبلغ المطلوب 303 دولار كيف تتمّ المعاملة المالية؟ فأجاب الموظف إنه يتمّ دفع 300 دولار “بالدولار” والفارق يتمّ دفعه “باللبناني”. فقال لهم المواطن “جينا تا ناخد دولار، فطلب البنك منا دولار!”.

الغريب إن المواطن الذي يريد أن يسحب أمواله “بالدولار” يُجبَر على سحبهم “باللبناني” والذي يريد أن يسحب “باللبناني” يُجبر على سحبهم “بالدولار”! القاسم المشترك سرقة المصارف ومصرف لبنان للمودعين!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها