play icon pause icon
أنطوان صفير

أنطوان صفير

الأثنين ١ شباط ٢٠٢١ - 10:14

المصدر: صوت لبنان

فقراءٌ بمواجهة فقراء

نسمعُ ولا نستمتع بالأخبار الآتيةِ من العاصمةِ الثانية، 

وفيها كمٌّ من العُنفِ والخوف، 

وفيها كمٌّ من الآمالِ المحطمة لشبابٍ يافع ، 

لا يرى أمامه مستقبلاً ولو بالشروط الدنيا.

إنها مهزلةٌ ما بعدها مهزلة أن يسألَ هذا وذاك، 

لماذا ينزلُ بعضُ الشبانِ أو العائلات أو النسوة الى الشارع مطالبين بحقٍ هضيم؟

ربما لا يعرف أبناءُ البزنس- السياسي حاجات الناس وخبزهم اليومي، 

وتعبهم الموجود على حافة الإنتظار. إنتظار ماذا……. !!!!!!!!!!!

لا أحد يعرف إلاّ الخيبات منذ ثلاثين عاماً وحتى الساعة. 

كنّا في طليعة الدول من حيث المصداقية والخدماتِ الإستشفائيةِ والعلميةِ والجامعية، 

فأضحينا نسألُ عن موقعٍ في آخر قائمةِ دول العالم.

أتى اللقاحُ الى كل حدب وصوب ، ونحنُ لم نزل ننتظرُ منصةً من هنا وهنالك! 

والخوفُ كبيرٌ وكثير أن تأتي الزبائنية المعروفة، 

لتقضم حقوق الناس الصحيّة حتى في حياتهم وفي وجعهم ومماتهم. 

طبعاً إنّ إستعمال السلاح بوجه القوى الأمنية مرفوضٌ في الأمن والسياسة والقانون،

ولكنّ الإفراطَ في إستعمال العنف ضِدَّ المتظاهرين، 

أمرٌ لا يتآلف مع روحية بلد الديمقراطية في هذه المنطقة من العالم.

إنّ الناس الموجودة في الشارع موجوعة، 

موجوعةٌ من كلِّ الآلام التي وقعت بها منذ سنوات ،

وعودٌ كاذبة وخطابات تافهة وآراءٌ لا جدوى منها، 

وشدُّ حبالٍ لم يؤد الى تشكيل حكومة، 

ونقدٌ قد أصبحَ تحت الأرض، 

كأنّ الليرة اللبنانية التي كانت تزهو بين العُملات في السبعينيات والثمانيات وما قبلهما،

أصبحت اليوم وكأنها غير موجودة. 

سوقٌ سوداء في الأدوية والأطعمة والخدمات من كل نوع. 

فقراءٌ لا يستطيعون ولوجَ المستشفيات،

والحقوق الإنسانية الدولية تضمن حق الإنسان في الطبابة والإستشفاء. 

ولا من يسأل….. 

كلامٌ فارغ من هنا وهناك ، وإحالاتٌ بالكمياتِ على النيابات العامة، 

ولا قرارٌ يُتخذ ولا عدالةٌ إجتماعية تحقق، ولامن يأخذُ حقه ولو بالحدِّ الأدنى.

يؤسفنا كمواطنين أن نرى فقراء تواجه فقراء في الشارع ، بين أهل الأمن والمتظاهرين. 

أمّا جماعة البزنس- السياسي فعملُها الدؤوب، 

أن تضع أُناسا من الطبقاتِ الدنيا من حيث المدخول ومن حيثُ القدرات الماديّة، 

تقاتل بعضها وتحقدُ على بعضها، 

وكأننا في جمهوريّةٍ غير تلك التي يعيش فيها أبناء البزنس- السياسي، 

من سلبُ الأخض واليابس وأكلوا المال العام والخاص، 

ويتطلعون في كلّ يوم الى حمايةِ محمياتهم التي ستزول، 

يوم يصرخ الشعب وسيصرخ، 

كلنا للوطن……… 

لا فقير يقاتل فقيراً من أجل من سرقوا البلاد والعباد.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها