جورج يزبك

الثلاثاء ١ كانون الأول ٢٠٢٠ - 23:57

المصدر: صوت لبنان

فليلعب كل دوره

اذا اتفقنا على الأدوار تنتهي الأزمة في لبنان. المشكلة الحقيقية أن لا أحد يلعب دوره. رئيس الجمهورية يلعب دوراً أصغر منه. حزب الله يلعب دوراً أكبر منه. الرئيس بري يلعب دوره ودور غيره. الرئيس الحريري يفتش عن دور جديد. شعب ما قبل ١٧ تشرين لعب دوراً ليس له فغطى الطبقة السياسية بدل أن يسحب البساط من تحت أقدامها ويسحب الوكالة من غير مستحقيها. وبعض الناس القادرين على أن يفعلوا الفرق لا يلعبون أي دور.
الحزب يطلب من الرئيس أن يكون ناظراً حاملاً مسطرة لا يحق له استعمالها، ومراقباً حاملاً صفارة فقط لزوم العرض. واذا فعل عوقب بالحرمان من ولاية ثانية بطريقة او بأخرى.
وللانصاف، فان حزب الله لم يخترع بسلوكه جديداً في لبنان. فمنظمة التحرير كانت تطلب من الرئيس الياس سركيس ان يكون مجرد حكم دولي بين الفلسطينيين واللبنانيين. لكن الفرق ان الفلسطينيين لم يخافوا من لبنان ولم يخافوا على لبنان. لكن أهل البلد وان كانوا الأقوى لا يخافون من الآخرين، لكن ألا يخافون على الآخرين؟ والا على لبنان؟ وان كانوا الأقدر سلاحاً كماً ونوعاً، لا يخافون الجيش لأن المؤسسة العسكرية لا تغدر بأهلها، لكن أفلا يخشون على البلد من غدر الدول به بسبب مصادرة الدولة وتسييبها؟ مشكلة الحزب أنه مضطر الى الردّ من لبنان لدى أي مشكلة في ايران وآخرها اغتيال العالِم النووي الايراني، مع علم الحزب الأكيد باستحالة الحرب الخامسة بين العرب واسرائيل، وتعذر الحرب الاولى بين ايران واسرائيل. فليلعب كل دوره شرط أن يكفّ من في الداخل ومن في الخارج عن أن يتصرف في لبنان كما لو أنه في جمهوريات موز أو في صحراء الربع الخالي الحاشدة بشركات التنقيب العالمية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها