فرنسوا ضاهر

الأثنين ١٠ شباط ٢٠٢٠ - 07:55

المصدر: صوت لبنان

في البيان الوزاري لحكومة الرئيس حسان دياب

إن الإجراءات التي تهدِّد السلطة باتخاذها بحق الناس لن تثمر أية إنتاجية ولا أي مردود لها، 

بل إنها ستسهم في مضاعفة الركود الاقتصادي وستغذي أكثر فأكثر الثورة ضد هذه الطبقة الحاكمة، التي ما زالت مسترسلة في غيِّها وغطرستها لأنها

ما زالت تتّكىء على بعضٍ من هؤلاء الناس

الذين ما زالوا يوالونها.

أما مشروع البيان الوزاري الذي أُقرّ بالأمس 

فلم يتضمّن إلاّ النوايا الطيّبة تجاه الثورة. 

غير أن مضمونه لم يأتِ ثورياً على الإطلاق،

لأنه مقتبسٌ، في العديد من بنوده، من الخطب وأوراق العمل الصادرة عن المنظومة الحاكمة أو التي أُقرَّت من قِبَلِها.

كما وإن البيان المشار اليه لم يتضمّن آلية زاجرة 

لضمان إسترداد الأموال المنهوبة والمسروقة، بل الآليات التي تبقي تلك المنظومة بمنأى عن المحاسبة وعن المصادرة لأموالها، التي لا يتناسب حجمها مع الوظائف والمهام والأعمال التي تولّتها أو قامت بها.

كما وإنه لم يُشِر أيضاً الى تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي. واكتفى بالإشارة الخاطفة الى السعي لإقرار قانون إنتخابي جديد من دون أن يحدّد ملامحه او مواصفاته.

كما وإن البيان الوزاري لم يُشِر أيضاً الى ورشة إصلاحية في هيكليّة الإدارة العامة للدولة، بهدف تنقيتها وتطهيرها من الزبائنيّة السياسية وخفض كلفتها. 

ولم يعرض أيضاً الى وجوب إقرار قانون اللامركزية الموسّعة، على وجه السرعة، ولم يطالب بمنح الحكومة صلاحيات إستثنائية لمعالجة أوضاع البلاد من النواحي المصرفية والمالية والإقتصادية ومحاربة الفساد وإسترداد الأموال المنهوبة. 

بل إن مختلف بنوده قد جاءت ضمن النمطيّة التي لا تغيظ الطبقة الحاكمة ولا تمسّ بشكلٍ جوهري بنفوذها وزبائنيتها. كما وإنه لم يتضمّن إجراءات موجعة للقطاع العام بشكلٍ عام.

يبقى إن الحكومة الجديدة التي تعبّر، ربما بصدق، عن نواياها في تحقيق إنجازات، غير إنها توسّلت الوسائل العادية دون الإستثنائية لتحقيقها. لأنه يبدو أنها عاجزة عن إغاظة المنظومة الحاكمة التي استولدتها. وإنه وإن كان قلبها مع الثورة ومتفهّمة لمطالبها غير إنها لم تتوسّل الوسائل التي تجيز لها تحقيق تلك المطالب. فضلاً عن أنها أغفلت مقاربة العديد منها التي هي جوهرية ومفصلية.

بحيث إن فترة السماح التي يُفترض إعطاؤها لحكومة الرئيس حسان دياب، كحكومة الضرورة، هي أيضاً فترة تأمّل لقادة الثورة كي يوحّدوا رؤياهم ويُنضجوا مشروعهم السياسي المتكامل، لأن المواجهة لن تكون إلاّ مؤجّلةً ومن الصعب تفاديها.

  

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها