play icon pause icon
فرنسوا ضاهر

فرنسوا ضاهر

الثلاثاء ١٦ آذار ٢٠٢١ - 11:28

المصدر: صوت لبنان

في التحوّلات الكبرى

إن باكورة هذه التحوّلات هو صوت غبطة البطريرك الذي طرح الحياد للبنان ومن بعده عقد مؤتمر دولي خاص به للتصدّي لأوضاعه.

إذ إنه بهذين الطرح والدعوة:
سجّل رفعَ غطائه عن المنظومة الحاكمة، وأسقطَ عنها المشروعية الوطنية، بعدما أيقن، وثبت له بأدائها، أنه بخياراتها تأخذ البلد الى محور تدميري لكيانه ومرتكزات وجوده.

كما تبنّى ألم الناس ووجعهم فناصرهم ووقف الى جانبهم، وتبنّى مطالبهم، ووضع لهم خارطة طريق لثورتهم، وبرنامجاً لمطالباتهم، وأوصاهم بتحقيقها، ومحضهم مشروعية إنجازها.

فإذا كان مجدُ لبنانَ أعطيَ له،
فإذ به ينتفض كالنسر ليعيدَ له مجدَه
المتهاوي، وتراثه المتداعي،
وسيادته المهدورة،
وكيانه المتصدّع،
وحريته المتآكلة،
وعدله المنحرف.

وإن الأبواق الخارجية أو حتى الداخلية
التي ارتفعت ضد الطرح البطريركي ودعوته،
إنما فعلت فلأنها استشعرت، أن هذين
الطرح والدعوة سيعرقلان مسار مشروعها
الإنقلابي على لبنان، بعد استنفاد كل مقوّماته
المالية والإقتصادية والمصرفيّة واحتياطه
بالعملات الصعبة والذهب.

كما سيطرحان على المجتمع الدولي
واجب التحرّك والتصدّي لحماية كيانه
والدفاع عن سيادته، وذلك تحت حكم
الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.
على اعتبار أن مشروع الممانعة الذي ينال
من السيادة الوطنية اللبنانية، ولو على يد فريق
من أبنائه، وبغطاء أجزاء من سلطاته الدستورية
المركزية، بات يشكّل إعتداءً من دولة على دولة
يستلزم تدخّل منظمة الأمم المتحدة لوقفه وردعه.

كما وإن الطرح والدعوة اللذان صدرا
عن الصرح البطريركي، قد تفاعلا في الداخل
اللبناني على أكثر من صعيد.
حتى أخذ بعضُ المسؤولين عن المؤسسات
المركزية بُعداً ومسافةً حيالَ أركان
المنظومة الحاكمة.
وذلك بعدما أيقنوا أن هؤلاء الأركان
لا يتصدّون لأوضاع البلاد،
ولا لمآسي الناس، ولا يعالجون الأزمات
المطروحة، بل يتركونها تتفاعل وتتفاقم سوءاً.

وإن الأزمة الحكوميّة التي ما زالت عصيةً
على الحلّ، حتى اليوم، فلأنها تمثِّل، في المحصِّلة،
هذا الصدام المفتوح بين مشروع الممانعة المُسقِط للكيان والمعدِّل للميثاق الوطني،
والمشروع الإنقاذي لهذين الكيان والميثاق.

وهذا ما يستدعي أيضاً تدخّلاً دولياً حاسماً
لمنع تغليب مشروع الممانعة على
المشروع الإنقاذي للبنان.

حمى الله هذا الوطن الجريح،
وأيقظ شعوبه من التبعيَّة والضلال،
حتى يستردّوه من مخالب حكّامه ومغتصبيه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها