فرانسوا ضاهر

الأحد ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 21:32

المصدر: صوت لبنان

في السبيل لإنقاذ لبنان من ضربة عسكرية

في السبيل لإنقاذ لبنان من ضربة عسكرية :

ثابت أن عملية طوفان الأقصى لم تكن ضمن مخطط تدمير الكيان الصهيونى وإزالته عن الخريطة الكونيّة.

ثابت إيضاً أن مؤازرة القوى الغربية العظمى لإسرائيل تشي بأن لا مكان لإزالتها في أي حين من الزمن.

وثابت أن أذرع إيران في المنطقة التي ساندت قطاع غزة في مواجهته للعدو الصهيونى لم تصل الى مرتبة إعلان حرب نظاميّة شاملة ضد ذلك العدو لتحرير أرض فلسطين منه.

وثابت أن الحرب التي ساقتها إسرائيل ضد القطاع، إثر عملية طوفان الاقصى وإنقضاء ما يزيد على الشهر على إندلاعها، قد أكدت سقوط نظرية وحدة الساحات.

وثابت أن سقوط قطاع غزة تدريجاً بيد إسرائيل قد أسقط المشروع الممانع الذي كان يقضي بإزالتها. ذلك أن غزة تشكل العاصمة السياسية والعسكرية لذلك المشروع، في ظل عدم تبنّي السلطة الفلسطينية في الضفة لشرعته (إزالة دولة إسرائيل).

وثابت أن المواجهة التي تقودها الفصائل الفلسطينية في غزة لن تنتهي الاّ بسقوطها عسكرياً،
ولو بكلفة عالية، ما يعني أن الحرب التي شنّتها إسرائيل ضدها هي ردعيّة بإمتياز.

وثابت أيضاً أن المواجهات العسكرية الجارية بين إسرائيل و ح ز ب ا ل ل ه، على الحدود الجنوبية للبنان، هي حرب مواقع، ليس أكثر.

وثابت أن حرب المواقع هي من فئة الحروب العبثية، الدموية والمدمّرة فحسب، لكلا الطرفين المتقاتلين، بمقدار قدرتهما الذاتيّة على فعل ذلك.

وثابت أن دولة إسرائيل مصمّمة، على ما يبدو، على ضرب القوى العسكرية التي تهدّد أمنها في شمالي أراضيها وجنوبها، بشكلٍ قاطع ورادع ونهائي.

من هنا، يقع على حزب الله مسؤولية أن يجنّب لبنان أيّ حرب عبثيّة او حرب مواقع او حرب ردعيّة إستباقية يسعى اليها العدو الصهيونى.

وذلك عن طريق إعلان تأييده الرسمي للقرار الأممي ١٧٠١ وتقيّده الفوري بمندرجاته ودعوة الجيش اللبناني حالاً الى بسط سيطرته ونفوذه ضمن المنطقة الفاصلة بين نهر الليطاني والخط الأزرق، عملاً بأحكام القرار المذكور، حتى يقطع الذريعة على إسرائيل بضرب لبنان. فتتحوّل حينئذ مواجهتها، حتى المفتعلة، معه الى مواجهة مع الشرعية اللبنانية التي يختصّ بالنظر فيها مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها