فرنسوا ضاهر

الأحد ١ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 08:19

المصدر: صوت لبنان

في المحصّلة

وهل يعقل أن تكون منظومة الشؤم الحاكمة
قد جرّدت شعبها من مقوّمات الحياة،
وهدرت مدّخرات وطنها،
وأفلست شعبها،
وبدّدت ودائعه،
وهزّت مرتكزات كيانه،
واستباحت سيادته،
وجعلته رهينة الخارج،
وشرّدت شبابه،
ودمّرت قطاعاته الحيوية، التعليمية
والإستشفائية وغيرها،
وأفرغته من احتياطه بالعملة الصعبة.
وهي تمهّد لتسييل مخزونه من الذهب،
وفجّرت عاصمتَه ومرفأَها التاريخي،
وأسقطت أبنيته التراثيّة على رأس سكانها،
وهي اليوم تبشّر بإنقاذه وإصلاحه
من أفعالها ومآثرها.
وتنادي بالعفة،
وتتبرّأ من المسؤولية،
وتتذرّع بعدم امتلاكها صلاحيات الإنجاز
والقدرة على الإصلاح،
وتطهِّر نفسها من الفساد
وتسنّ الشرائع لمحاربته،
وتطلق يد القضاء لملاحقته
وهي تكبّل رجالاته.
وتحاكي الأميركي لاستعطافه،
وتفادي عقوباته،
وتتذاكى على الفرنسي،
لاستدرار مساعداته.
وتتوزّع المقاعد الوزارية
ومواقع النفوذ في الحكومة
وتستجمع الثلث المعطل
والتوقيع الثالث المعرقل،
وتعيق التدقيق الجنائي،
وتستنزف قدرات الناس،
بالتلاعب بسعر العملة الصعبة
إن في خفضها وإن في ارتفاعها.

وهي تُتِمُّ كل ذلك وسواه، وما عداه،
بطمأنينة كلّية لأنها تمكّنت
من تدجين شعوبها
وتخديرهم وتقسيمهم
وشرذمتهم، حتى أضحوا
قطعاناً تائهة متخاصمة
فيما بينَها، مدمّرة لبعضها بعضاً،
وعاجزة عن الثورة والمحاسبة
وحتى الثأر لما حلّ بها.

حتى باتت الأمور في دوامة
الدمار الكلّي والإنحلال الشامل،
اللذان لا خروج منهما، إلاّ
بالتعافي من مرض التبعيّة
ومن رفضِ وضعيّة الذمّية
والإنتصار للروح السياديّة
والقوميّة الوطنية الصرفة.

حمى اللهُ لبنانَ وشعبَه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها