فرنسوا ضاهر

الأحد ١١ تموز ٢٠٢١ - 08:00

المصدر: صوت لبنان

في المدخل لإنقاذ لبنان

ما زالت الأكثرية الحاكمة تتحكّم بمصير البلاد، وما زالت بممارساتها الباطنية والملتوية والمخالفة لأحكام الدستور، تشدّ على عنق هذا الوطن الجريح لإسقاطه بكلّ قطاعاته الحيويّة والمنتجة، وبكلّ مرتكزات كيانه، وبكلّ ثوابت بنيانه الإقتصادي والمالي، وبكلّ علاقاته الدولية.

ومن إنجازاتها المباشرة، ضمن هذه الهدفيّة التدميريّة الشاملة، أنها تمكّنت من عرقلة رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري تأليف حكومة إنقاذية للبنان تتبنّى المبادرة الفرنسية، محقِّقةً بذلك أمورٍ ثلاث:

الأول: تحجيم السنيّة السياسية في لبنان في تكوين السلطة الإجرائية،
الثاني: إسقاط المبادرة الفرنسية الإصلاحية والإنقاذية،
الثالث: معاقبة الرئيس المكلَّف على خروجه عن تسوية 2016، وعدم تأييده للوزير جبران باسيل لتولّي منصب رئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس الحالي.

كما وإن طرح تشكيل حكومة إنتقالية تتولّى حصراً، مهمة إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة. فهذا يعني أن تلك الأكثرية:

قد أسقطت نهائياً المبادرة الفرنسية المؤهّلة لإنقاذ البلد،
وهي لا تريد إيلاء تلك الحكومة الإنتقالية أية مهمة إصلاحية،
وهي تثابر على نهجها بإسقاطه وعدم التصدّي لمعالجة أوضاعه،
وهي تتوسّل وضع يدها على مفاصل تلك الحكومة، بمعرض تشكيلها، حتى توفّر لنفسها كلّ الحظوظ للخروج مظفّرة من تلك الإنتخابات.

وتكون بذلك قد أثبتت تلك الأكثرية الحاكمة، أنها متماسكةٌ وممسكةٌ بتحقيق مشروعها السياسي الإنقلابي على دستور الطائف، لغاية استبداله بدستور جديد يقوم على مرتكزات حلف الأقليات.

وإذ هي تتمّ كلّ ذلك في ظلّ معارضة مشتّتة وضعيفة وغير متماسكة أو متواطئة في الباطن معها.

من هنا، يصحّ القول بأن لبنان هو في خطر وجودي وكياني، وأن المدخل المباشر لمحاولة إنقاذه يمرّ في إسقاط تسوية 2016 وحمل صانعيها والمشاركين فيها والمستفيدين منها على الإنقلاب عليها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها