فرنسوا ضاهر

الأحد ٤ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 07:04

المصدر: صوت لبنان

في ضرورة المؤتمر الدولي للبنان

ثابتٌ أن اللبنانيين منقسمون عاموديّاً

حول المشاريع الإقليمية المطروحة،

وحول كيفية عمل المؤسسات الدستورية 

ضمن إطار نظام الحكم المركزي القائم،

كما حول ملاءمة تطوير هذا النظام من عدمه.

ومنقسمون عامودياً أيضاً، حول كيفية إدارة شؤون البلد والسبل الواجب اعتمادها لإصلاحه.

ثابتٌ كذلك أن البلد قد وقع في هاوية الإفلاس الشامل من المالية العامة للدولة الى القطاعات الإقتصادية، الى القطاع الخاص والقطاع التعليمي والقطاع الإستشفائي، والقطاع المصرفي والمالي، مروراً بفقدان الناس لودائعهم في المصارف وسَلبِهم إيّاها، وصولاً الى تفجير مدينة بيروت ومرفئها وتدميرهما على رأس ناسهما بشراً وحجراً وأموالاً.

ثابتٌ أيضاً أنه لا يمكن فريق من اللبنانيين أن يأخذ الآخرين في جريرة مشاريعه الخارجية وحروبه اللامتناهية وأطماعه السلطوية.

كما وإن اللبنانيين المقيمين والمغتربين قد فقدوا الأمل بمستقبل بلدهم في ظل أوضاعه الراهنة المتقدّم تعدادها، ولن يسهموا، ضمن هذا الإطار، في إعادة تكوينه.

وإن العالَمين الغربي والعربي، في ظل المنحى الذي يسير عليه البلد في أن يتحوّل الى رأس حربة في المشروع الإيراني في المنطقة، 

لن يساعدا في ترميمه وإعادة بنائه.

وإنه يقتضي، في كل حال، سحب فتيل إندلاع أية حرب أهلية محتملة بين اللبنانيين، نتيجة الإنقسام الحاد الواقع فيما بينهم، حول كل المسائل المصيرية المطروحة أعلاه.

لــذا، باتت المطالبة ملحّة لعقد ” مؤتمر دولي ” حول لبنان، في الحال، إنطلاقاً من المبادرة الفرنسية، كي يتمّ تدارس صيغة نظام سياسي جديد له، يراعي الإنقسام الذي أصاب ميثاق العيش المشترك فيه، فيتمّ إقرارها وضمان سلامة تنفيذها وتطبيقها، من الدول الراعية لهذا المؤتمر.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها