فرانسوا ضاهر

الخميس ٧ أيلول ٢٠٢٣ - 14:55

المصدر: صوت لبنان

في واقع المعادلة اللبنانية

إن غالب المستطلَعين من السياسيين والمحلّلين يأخذون على المعارضة طروحاتها التقسيمية ومشاريع الفدرلة واللامركزية الموسّعة واللامركزية المالية وغيرها،

كما ويأخذون عليها إمتناعها عن المشاركة في الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي،

كذلك تهديدها بتعطيل نصاب جلسات الإنتخاب الرئاسية في حال تبدّى لها أن الفريق الممانع بات بإمكانه إيصال مرشّحه الى السدّة الرئاسية الأولى،

وقبولها بطول الشغور الرئاسي حتى لا يمسك الفريق الممانع المذكور بمقاليد السلطة الإجرائية لولاية رئاسية إضافية.

لكن أحداً لم يتجرّأ ويطرح السؤال القائل لماذا وصلت المعارضة الى هذه الطروحات المفصلية والى هذه المواقف المتشدّدة والى هذه السلبية في إعادة تكوين المؤسسات الدستورية التي أرساها دستور الطائف؟

أليس بفعل ما آلت اليه أوضاع البلاد، على كافة الصعد والمستويات، على يد أركان المنظومة الممانعة الذين تولّوا إدارتها بعدما قبضوا على مقاليد حكمها منذ سنة 2005 من خلال ثلاثة عهود رئاسية (العماد إميل لحود، العماد ميشال سليمان والعماد ميشال عون) تولّوا إيصالها الى المنصب الدستوري الأول ؟

وتشويههم المتعمّد والمركّز والمتمادي لأحكام الدستور ؟

وممارستهم القمع والإغتيالات والتعدّيات على الحريات العامة والتعطيل المكشوف للعدالة والتبديد لأموال الخزينة ولمدخرات مصرف لبنان وإحتياطاته ؟

وتمسّكهم على حساب السيادة الوطنية بمقتضيات ومستلزمات المشروع الممانع بحكم إتباعهم بلدهم لأجندة بلد أجنبي ؟

وإنه، إذا كان يؤخذ على المعارضة قصوراً ونقصاً في رؤية المواجهة وبلبلة في تكوين صفوفها وأخطاء مميتة في أدائها وتنازلات وتسويات إرتكبتها على التوالي. وإذا كانت طروحاتها ومواقفها السلبية في مواجهة الفريق الممانع تحتمل بعض التحفّظات.

غير أن كلّ هذه الطروحات والمواقف تبقى مبرّرة ومشروعة، بغض النظر عن ملاءمتها وجدواها. وهي لا تسأل عن طرحها، لأن الفريق الممانع هو الذي تسبّب بفعله وأعماله المتمادية بهذا الطرح.

من هنا، بات يتعيّن على الفريق المعارض دعوة الفريق الممانع الى عقد مؤتمر وطني لغرض مصارحته والتفاهم معه من عدمه، على قواعد إعادة تكوين السلطة في لبنان، وترتيب ميثاق جديد للعيش المشترك، يكون ضامناً وحامياً لخصوصية الأمة اللبنانية، والمشاريع السياسية المتعارضة التي تتنازعها.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها