فرنسوا ضاهر

الأحد ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 08:00

المصدر: صوت لبنان

في وضعية الحكومة الميقاتية

شهدنا في الأيام المنصرمة موقفاً متشدّداً من البلاد العربية ضد لبنان قضى بتعليق العلاقات الديبلوماسية وبوقف التبادلات التجارية.

وقد أتى ذلك في الظاهر على خلفية رأي لوزير الإعلام جورج قرداحي في الحرب السعودية – اليمنية، كان قد أبداه قبل شهرين من تولّيه مهامه الوزارية.

لكن في الحقيقة تذرّعت البلاد العربية بهذا الرأي لوزير الإعلام لتصبّ جام غضبها على السلطة في لبنان. بعدما تبيّن لها إثر تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أنها حكومة ممسوكة من ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، إن في تركيبتها وإن في أدائها.

وبخاصة بعدما تمكّن الثنائي الشيعي من تعطيل عملها بفعل مقاطعته لجلسات مجلس الوزراء.
بذريعة مصطلح غير دستوري أرساه إتفاق الدوحة في أيار سنة 2008، ويقضي بأن مقاطعة مكوّن طائفي رئيسي لجلسات مجلس الوزراء من شأنه أن يعطّل إنعقاده.

هذا، فضلاً عن أن مجلس الوزراء قد أثبت عجزه عن إقالة الوزير جورج قرداحي الذي استُخدِم تصريحه ضد المملكة العربية السعودية، كفتيل لتفجير العلاقة المتأجّجة منذ تسوية 2016 بين لبنان والعالم العربي.

وتكون بذلك السياسات الخارجية التي اعتمدها العهد الحالي، نتيجة التحالف الاستراتيجي الذي إنعقد في 6/2/2006 بين ح-ز-ب ا-ل-ل-ه والتيار الوطني الحرّ، قد أسهم مساهمة جوهرية ومركزية في وقف المساعدات والتدفّقات النقدية بالعملة الصعبة الى لبنان، والتي كانت معدّة لأن تأتيه من العالمين العربي والغربي.

وإن هذا التجفيف المتمادي لرفد لبنان بالعملة الصعبة الذي بدأت تباشيره في أواخر عهد الرئيس ميشال سليمان، مروراً بمرحلة تعطيل الإنتخابات الرئاسية لسنتين ونصف، وصولاً الى العهد الحالي ولطيلة مدته، قد أفرغ لبنان من احتياطاته بتلك العملة.

وإن هذا الإفراغ هو الذي أدّى تدريجياً الى تدمير إقتصاده ومصارفه كذلك كل قطاعاته الحيويّة والمنتجة: الخدماتيّة منها والإستشفائية والتعليمية وغيرها.

وإن الثنائي الحاكم الممسك بمفاصل حكم البلد، لا يتورّع عن المثابرة على ذات سياساته الخارجية، حتى لو أدّت الى وقف ما تبقى لهذا البلد من موارد بالعملة الصعبة، المتأتيّة له من صناعته ومن الأموال التي يحوّلها الإغتراب اللبناني الى أهله المقيمين على الأراضي اللبنانية.

حتى بات يصحّ الإستنتاج، بأن الحال التدميرية التي يعيشها لبنان، هي بفعل إرادة متعمّدة واستراتيجية مرسومة بدقّة هادفة، في المحصّلة، الى إعادة تحديد هوية لبنان ورسم نظام سياسي جديد له. اللذان لا يمكن إسقاطهما إلاّ بالإنتخابات النيابية المرتقبة.
هذا إذا الشعب أراد الحياة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها