فرنسوا ضاهر

الجمعة ٣٠ أيلول ٢٠٢٢ - 09:31

المصدر: صوت لبنان

قراءة أوّلية في جلسة الانتخاب الأولى لرئيس الجمهورية

قراءة أوّلية في جلسة الانتخاب الأولى لرئيس الجمهورية :

١- القوى المسيحية منشطرة بين معسكرين ومشروعين. أحدهما سياديّ إصلاحي، وثانيهما تابع لمشروع حزب الله للبنان.

٢- القوى الشيعية على تباينها الداخلي الاستراتيجي
لم تحسم خيارها حول مرشّح واحد تؤيده. فذهبت
مرحليّاً الى الورقة البيضاء.

٣- القوى السنيّة هي مبعثرة بين المشروعين. فتوزّعت بنسبة ضئيلة عند المشروع السياديّ الإصلاحي، وبنسبة وازنة في خانة التريّث في الخيار،
بفعل تصويتها بالورقة البيضاء أيضاً.

٤- اما قوى التغيير، ورغم قربها المبدئي من المشروع السياديّ الإصلاحي، فقد شاءت، كما ألفناها، التنظير والتمايز والتفرّد الغوغائي والمجاني.

٥- والقوى الدرزية، رغم البلبلة التي أحدثتها بتاريخ سابق، فقد تموضعت، بشكل ملفت، ضمن المشروع السياديّ الإصلاحي.

٦- لم يتظهّر، بشكل جليّ، أن القوى السياديّة تمتلك بذاتها تكتلاً نيابياً صلباً لتعطيل نصاب جلسات الانتخاب اللاحقة (عملاً بالممارسة الدستورية).
في حين، أن القوى الممانعة تمتلك هذا التكتل لتعطيل تلك الجلسات.

٧- إن القوى السياديّة بحاجة الى التحالف مع كتلة التغييرين وكتلة الأوراق الملغاة (اللقاء الوطني المستقل) حتى توصل مرشّحاً، يرضي هذا التحالف، الى رئاسة الجمهورية.

في حين أنه، اذا توحّدت القوى الممانعة، بذاتها ومن داخلها، وأتمّت عدداً محدوداً من التحالفات الفردية، فيُمكنها أن توصل مرشّحها الى رئاسة الجمهورية.

٨- إن جلسة الانتخاب الأولى قد عبّرت، بصورة أولية، عن موازين القوى في المجلس النيابي.

فظهّرت، بشكل واضح، لا لبس فيه، تشتّت القوى السياديّة الإصلاحية. في مقابل الانقسام الداخلي عند القوى الممانعة، التي تتحلّق او تدور في فلك مشروع حزب الله للبنان، وحلف الأقليات، وإتفاق مار ميخائيل (٢٠٠٦/٢/٦).

٩- لبنان هو كناية عن لوحة مُركّبة (puzzle)
إنفرطت جزئياتها وفُقد أصل صورتها، فكيف يمكن إعادة تركيب تلك اللوحة ؟

درب الجلجلة ما زال طويلاً … ما لم يحصل تدخّل دولي لوضع نظام سياسي جديد فاصل لهذا البلد …
او أن ينشأ تحالف وطني داخلي عريض وسيادي، يضمّ مختلف الكتل النيابية المناوأة لمشروع إيران في لبنان، ويأتي برئيس جمهورية يرمز الى مشروعه
الإنقاذي للبنان.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها