جورج يزبك

الأثنين ٨ حزيران ٢٠٢٠ - 08:58

المصدر: صوت لبنان

قراءة في احداث السبت…

بكل أسف، ما حصل السبت ستدفع ثمنه الثورة بشكل أو بآخر رغم انها غير مسؤولة مباشرة عن الفجور الذي حصل على الارض وعن اللسان الفتنوي الذي سجل لأول مرة منذ بدء ثورة ١٧تشرين. أعتقد أنه من المفيد مراجعة الملاحظات التالية والبناء عليها:

اولاً لا تستطيع الثورة الاستمرار بمجهولية هويتها الحقيقية، وصار من حق كل معني بروح الثورة أن يتعرف على القائمين عليها، أفراداً وجماعات وأحزاباً. وصار واجباً ملحاً على الثورة أن تنقي صفوفها هيكلياً وتنظيمياً ومشروعاً سياسياً.

ثانياً أحداث السبت شكلت تخريباً مفتعلاً للثورة سواء من مندسين في صفوفها، أو بفعل استدراج محكم، فمنيت الثورة بخسارة غير محسوبة في جولة طالما انتظرها المواطنون. اما الرابح الاول فكان حزب الله الذي نجح في اعادة شدّ العصب الشيعي، لكن ما ربحه داخل الطائفة خسره مع المسيحيين في عين الرمانة ومع السنّة في الطريق الجديدة ومع الثورة بين الرينغ والخندق الغميق. والخاسر الدائم هي الحكومة التي ثبتت تفليسة سياسية الى جانب التفليسة المالية الراهنة.

ثالثاً لجوء خصوم الثورة الى نظرية المؤامرة التي تلصق بالمعارضة عند كل واقع مأزوم، والسؤال هنا : تتهم الثورة بانها صناعة سفارات في وقت لا يجد الامين العام لحزب الله حرجاً من الاعلان ان تمويله وسلاحه وقراره من ايران. حتى في استنكار التعرض للسيدة عائشة زوجة الرسول، لجأ الحزب الى فتوى الخامنئي الذي ينهي التعرض لزوجات الرسول وامهات المؤمنين.

رابعاً حضور حزب الله وحركة أمل الميداني والسياسي غيبّ الحكومة بالكامل عن أحداث السبت، بل أكثر من ذلك عبرّ الحزب عن استيائه من توزيع قانون قيصر على الوزراء، ولو على سبيل الإطلاع، ولن يسامحها الا اذا اكتفت الحكومة بالحجر على قيصر خارج مجلس الوزراء.

الواضح ان حزب الله مدعوماً بأمل نسف الاستراتيجية الدفاعية وكانت السبت Avant-première او بروفة لكل من تسول له نفسه طرح ال١٥٥٩.

المطلوب حركة تصحيحية داخل الثورة تفضي الى ادارة مسؤولة وبرنامج سياسي.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها