play icon pause icon
أنطوان صفير

أنطوان صفير

الأثنين ٨ شباط ٢٠٢١ - 16:50

المصدر: صوت لبنان

قصتي مع لبنان الآخر

في مثل هذا اليوم و عشية سنوات الحروب على لبنان … ولدت بنعمة الله.

وبين ما كان و ما وصلنا إليه أو سنصبح  عليه في لبنان ،

مقاربة غير مشجعة لا بل سلبية.

في الوضع الذي كان ،وفي الاساس الذي  كان ، وفي الشكل الذي كان.

في الوضع العام، كان لبنان بلد يعتمد على ذاته،

على ما أعطاه الله من الموارد  في الطبيعةوالإنسان .

كان أهل لبنان هم السباقون

في عالم السياحة و الضيافة والجامعات والصحةوالإعلام والنشر والحرية بكل معانيها.

كان الوضع، أن لبنان كان قبلة الأنظار ليس في دنيا العرب فحسب بل حتى في دول العالم.

أما في الأساس،فكان لبنان يتمتع بقطاع مصرفي متينٍ- متين،

و بإقتصاد ليبرالي حرّ يعطي المبادرة الفردية كامل أوصافها وما يمكن أن تصل إليه من إبداع و نجاح.

نعم……كان لبنان بفضل الكبار الذين عايشوا الأحداث،

وكانوا حاكمين بإسم الخدمة العامة…… لا متحكمين.

فكان لبنان،التاسع بين الدول من حيث المؤونة بالذهب!!!!

وهذه مقاربة،نعرف اليوم أننا أصبحنا في آخر قوائم الدول من حيث القدرات.

ولكن الذهب لم يزل، رغم أنه لايمكنه أن يسد ثغر الفساد،

ولكنه علامة فارقة على رجال رحلوا ولكنهم صنعوا التاريخ.

أما في الأساس أيضاً و ايضاً ،

فأسئلة حول القضاء الذي كان يعتد به في الدول الفرنكفونية، وفي الدول العربية.

قضاءٌ فيه قضاة شرفاء ،أتقياء ،قادرون على إتخاذ القرار ،

خارج السياسة ،و خارج الإنتماء، وخارج صفقات أهل البزنس السياسي.

لأن الفساد، وإن كان بحدٍ ما موجود ،ولكنه لم يكن وقحا،

ولم يكن هو القاعدة،بل كان استثناء و شواذا.


أما في الشكل ،فلبنان الذي ولدت فيه ،

كان لبنان الذي يعطي أبناءه القدرة على التفاعل في وطنهم.

حيث الديمقراطية قادرة أن توصل بعضاً من نواب،يرفعون الصوت وبهم يرتفع الرأس.

ولا بدّ لا من ذكرٍ ،بل من استطلاع شخصيات طبعت مجلس ٧٢ ،

والمقاربة والمقارنة مع ماتلى بعد الحرب وحتى اليومتتحدث عن ذاتها!

لبنان الآخر ،لم يعد ذاك لبنان الذي  مضى ،بل لبنان الذي نحلم به لأولادنا.

أورثونا مشاكل….نعم.

ولكن عايشوالبنان المزدهر.

نحن….. أي لبنان نصنع لأبنائنا من بعدنا ؟!

في ظل عدالة اجتماعيةمنهارة،و اقتصاد غير متوازن ،

وقطاع مصرفي حدث ولا حرج ،وسياحةمأكولة مذمومة،

وصناعة وضعت لا في سلم بعض الأولاويات ،بل خارج كل الأولويات. 

أما الإستشفاء ودور الجامعات ودور العلم والمدارس فحدث ولا حرج.

والجامعة الوطنية تعاني ما تعانيه،والمدرسة الرسمية أسئلة حول دورها!

وإذا ما كان أهل السلطات تود أن تعطي لهذه الجامعة أو المدارس الرسمية دورا أو حيزاً ،

و كأنه ممنوع على بعض الفئات أن تدخل الى دور العلم.

لبنان الذي  نعرفه هو لبنان الذي  نحلم به،

ومعه نحلم بما قام به الكبار …

الكبار الذين كتبوا التاريخ بعد الإستقلال، و بعد لبنان الكبير ،و قبل لبنان الكبير ،

 والذين استشهدوا في الحرب أو الذين شهدوا،

والذين يؤمنون أن الغد لا يمكنه أن يكون كما الأمس و اليوم،

وإلا يكون قد انتهى لبنان…… ولبنان كطائر الفينيق………….لا ينتهي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها