جورج يزبك

الثلاثاء ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 07:59

المصدر: صوت لبنان

“قول يا ربّ يكون واطي”

نبتدي منين الحكاية، من أطفال غزة أم من الأخوات الثلاث وجدتهن اللواتي سقطن في عيترون، أم من وزير التراث النووي في اسرائيل. يهمني لبنان حيث في الحرب القرار للسلاح، وفي السلم القرار للاسترباح. في الحرب، وكأن لا سلطة ولا جيش. وفي السلم كأن لا مؤسسات ولا ادارة. في الحرب، لا صوت يعلو فوق صوت الصاروخ والا إلباس المخالف نظرية المؤامرة وكفنها. وفي السلم لا عين تعلو فوق حاجب التعطيل في السياسة، والفساد في المال، والموبقات في الصفقات. اللبناني يعيش في نظام اللادولة. في السلم يقلق، وفي الحرب يأرق.
نقرّ بعداوة اسرائيل، لكن من قررّ أن يكون لبنان دولة مواجهة. من قررّ أن يكون في لبنان حماس – فرع لبنان، وجهاد إسلامي – فرع لبنان، وكتائب قسام- فرع لبنان؟ هل هذه شركات أم ميليشيات؟ من قررّ أن يمسك بيد الوطن كقاصر، ويعصبَ عينيه كي لا يرى، ويصمَّ أذنيه كي لا يسمع، ويسدَّ فمه كي لا يصرخ.
نحن أمام فصائل تلعب اليوم دور غيرها وهي في مطلق الأحوال تلعب دوراً أكبر منها، والجيش يلعب دوراً أصغر منه، والدولة لا تلعب أي دور. إن التقرير عن لبنان وباسم اللبنانيين قد يقود عاجلاً أم آجلاً الى تحلل هذا التلزيق الذي كرّس وحدة اصطناعية منذ العام ١٩٢٠.
عوا أيها الناس، لبنان ليس صحراء في الربع الخالي لتتصرفوا به، رغم أن اللبناني حيناً مقادٌ وأحياناً مساقٌ وفي كل الأحوال يعيش مياوماً على حافة الجدار على طريقة “قول يا رب يكون واطي”.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها