play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٢١ آب ٢٠٢٣ - 09:01

المصدر: صوت لبنان

كحالة، حزب ومثلية…‎

تزامنت في يوميات الأسبوع المنصرم، العناوين الاستقطابية الحادة مع حوادث العنف المتنقلة، من المخيمات الى عين إبل وصولاً الى الكحالة، مع عودة قمع احتجاجات البيئة الشيعية الحاضنة التي تبين انها ليست على ما يرام، كمظاهرة عين قانا المعترضة على الانهيار وعلى أداء نواب الثنائية، باستخدام سياسة السحسوح لإسكاتها. أيضاً برزت قضية اعتبار المجلس الإسلامي الشيعي الذي يحتاج هو نفسه الى إعادة تأهيل، في سابقة غريبة، ان الشيخ ياسر عودة وعدد من المشايخ غير مؤهلين ويجب تجريدهم من لباسهم الديني.

والسبب؟ معارضتهم لسياسة ح-ز-ب ا-ل-ل-ه وعدم اعترافهم بولاية الفقيه. تم التراجع عن ذلك تحت استغراب وضغط الأوساط الشيعية.
أيضاً فرمان وزير الثقافة بمنعه عرض فيلم باربي مثيراً زوبعة اعادت رسم خريطة التموضعات، وتسببت بانقسام المعارضات والطوائف والمجموعات بين معترض على تقييد الحريات أو متعاطف مع المثلية الجنسية أو مؤيد للمنع، ما حدا ببعض النواب الى الانشغال بتقديم مشروع قانون حول المثلية الجنسية في خضم ذروة الانهيار والعتمة والتجاذب حول قوانين تعالج أزمة أموال المودعين وتمويل الدولة والرواتب من المصرف المركزي.

والبارز بيان المعارضة الموحد الصادر عن 31 نائبا من كتل القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحركة تجدد وبعض نواب التغيير بوجه سياسة الحكومة والمجلس والثنائية الشيعية الاستقوائية.

كل ذلك يؤشر إلى وضع الحزب الالهي المأزوم امام ظواهر الاعتراض المتعاظمة ضده من غالبية الشعب اللبناني، فيلجأ الى القمع وإلهاء الناس باختراع مواضيع تثير مختلف أنواع الانقسامات في المجتمع.

في خطابه الأخير استحضر نصر الله، كرد على حادثة الكحالة التي تسببت بها شاحنة السلاح واعتداء عناصره على أهالي الكحالة وقتل المواطن بجاني، المنتمي لسخرية القدر الى بيئته الممانعة، استحضر الحرب الأهلية بصيغة تهديدية، وحمّل مسؤولية ما حصل لمحطة MTV واتهمها بالتحريض الطائفي على العنف، وبالمناسبة أعاد اكتشاف وجود قضاء وان عليه التدخل لأنه الآن يأمره بذلك.

 ح-ز-ب ا-ل-ل-ه الديني والطائفي والمدجج بالسلاح، يتهم الآخرين بالطائفية والعنف. وُصفت بيانات وتصريحات الحزب حول الحادثة بالكاذبة. على غرار زعمه ان اتفاق الطائف شرّع سلاحه.

في مراجعة لكتاب الفيلسوف الأمريكي هنري فرانكفورت نشرته صحيفةالشرق الاوسط، وعنوانه “عن الهراء”On Bullshit»  ، كشف ترويج البعض لتعابير مزيّفة تنتشر بين الناس. ميّز فرانكفورت بين الهراء “بولشيت” والكذب. فالهراء برأيه هو عكس الكذب، لأن الكذب يأخذ الحقيقة بعين الاعتبار من أجل تلفيق نقيضها التام، بينما الهراء لا يبالي مطلقاً بالحقيقة. انه معنيّ أساساً بترك انطباع معيّن في ذهن المتلقي لا أكثر، ودون أي اهتمام فعلي بالحقائق الأساسية الفاقعة. ولذلك فإن الهراء ليس نتاج خطأ، بقدر ما هو عمل تزييفي متعمّد.

وهذا تماماً ما تقوم به الممانعة وعلى رأسها ح-ز-ب ا-ل-ل-ه.

فإلى أين سيذهب بعد والشجرة التي يركبها تتهاوى؟ الم يحن أوان نزوله عنها بعد؟

لكننا نعلم أن أمره ليس بيده.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها