محمد علوش

الجمعة ٨ كانون الأول ٢٠٢٣ - 17:13

المصدر: المدن

كهرباء الجنوب وماؤه تحت القصف: إسرائيل تستهدف مقومات الحياة

خلال زمن الهدنة، باشر المعنيون جنوباً بإحصاء الأضرار الناجمة عن الحرب، سواء تلك المتعلقة بالمنازل التي دُمرت بالكامل، أو تلك المدمرة بشكل جزئي، إضافة إلى أضرار المزارعين ومربي المواشي والدواجن. ولكن ما يقع من أضرار في الجنوب جرّاء القصف الاسرائيلي يتعدى كل هذه القطاعات، ليصل إلى أهم متطلبات العيش، أي الكهرباء والماء. فالعدوان الاسرائيلي يستهدف كل مقومات الحياة جنوباً.

أضرار المنشآت المائية
لم تسلم خزانات المياه الرئيسية من القصف الاسرائيلي. فالعدو دمر ثلاثة خزانات رئيسية حتى اليوم، ما تسبب، حسب رئيس المصلحة الإدارية المركزية في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي حسين الغول، بخروجها من الخدمة. الأول في يارين، وهو عبارة عن قصر مائي سعته 300 متر مكعب من المياه، تعرض للثقب جراء استهدافه بقذيفة مدفعية لا تزال موجودة بداخله. الثاني في علما الشعب، وهو خزان أرضي سعته 300 متر مكعب، وهو بحاجة إلى هدم وإعادة إنشاء. والثالث في محيبيب، وهو أيضاً قصر مائي سعته 300 متر مكعب، وقد تعرض للثقب، بينما تعرض الخزان في مجدلزون إلى شظايا ولم يخرج من الخدمة بعد.

في طير حرفا استُهدف حقل الطاقة الشمسية المشغل لضخ مياه الخزان، والذي بُني بين عامي 2021 و2022. وهو عبارة عن 192 لوحاً -حسب الغول- إضافة إلى تدمير مضخات المياه الموصولة على نبع “عين الزرقا”، وهي مشروع للمياه قامت به دولة الكويت عام 2008.

حوالى 130 ألف دولار من جيب المواطنين كانت كلفة الخسارة في طير حرفا لوحدها. لإعادة البناء، هناك اليوم حملة لجمع التبرعات. لكنها على ما يبدو غير قادرة على تأمين الحد الأدنى من الأموال اللازمة لإعادة البناء، فلم يؤمن حتى اليوم سوى 6585 دولاراً من أصل 130 ألف دولار كلفة المشروع.

كذلك تعرضت منشآت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي إلى التوقف عن العمل لوقت قصير، بعد استهداف خطوط الكهرباء التي تغذي القصف محطات وادي السلوقي ومركبا والطيبة، وهو ما تم إصلاحه من قبل المعنيين بقطاع الكهرباء.

بالنسبة إلى تأمين المياه، يؤكد الغول أن عملية الضخ من البئر باتت على شبكات المياه مباشرة في علما الشعب ويارين ومحيبيب. أما في طير حرفا، فهناك بئران يعملان بشكل طبيعي. مشيراً إلى أن الحاجة للمياه في تلك المنطقة انخفضت، بسبب النزوح.

أضرار شبكات الكهرباء وحجم التصليحات
يكاد لا يمر يوم من دون تسجيل أضرار في شبكة الكهرباء في الجنوب، تقول مصادر عاملة في هذا القطاع، مشيرة إلى أن الضرر الأخير سُجل في 4 كانون الأول، عندما تسبب القصف بضرب خط التوتر العالي للكهرباء في بلدتي ديرميماس وكفركلا، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنهما بالكامل.

وتكشف المصادر عبر “المدن” أن عدد تصليحات “مغذي الجهد المتوسط” حتى منتصف شهر تشرين الثاني الماضي في القرى الجنوبية بلغ 50. وفي التفاصيل، فقد بلغ عدد التصليحات في الطيبة 7، حولا 6، شبعا 3، الخيام 3، مياه الوزاني 4 ومياه الطيبة 4، كفركلا 3، برعشيت 1، عيناتا 3، مارون الراس 4، الطيري 5، كفرا 4 والناقورة 6. وقد تعرضت الكهرباء لأضرار جراء القصف الاسرائيلي في 33 بلدة جنوبية، وقد تم إنجاز 53 عملية تصليح في هذه القرى.

ويظهر في خريطة مرفقة، كيفية انتشار أضرار شبكة الكهرباء من القطاع الشرقي حتى القطاع الغربي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها