play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الجمعة ١٠ حزيران ٢٠٢٢ - 08:09

المصدر: صوت لبنان

كهرباء غاز وما بينهما

بين ما قالته مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربارة ليف ان العاهل الاردني هو الاكثر قلقاً على لبنان، وبين ما سبق وقاله الوسيط الاميركي اموس هوكستاين من أهمية بلوغ اتفاق بين لبنان ومصر لاستجرار الغاز شرط التزام شروط البنك الدولي، لا الكهرباء من الاردن وصلت ولا الغاز من مصر، ولا غاز الخطوط ١ و ٢٣ و ٢٩ صار باليد.
أين المشكلة؟
بالعودة الى كلام الوسيط الاميركي في آخر زيارة له الى المنطقة، يمكن القول إن لبنان لم يقم بالخطوات الاصلاحية التي تقنع البنك الدولي بالتمويل. أما في موضوع الترسيم، فالوسيط كان واضحاً، اشتغلنا عشر سنوات على منطقة متنازع عليها بين الخطين ١و٢٣، ما يعني عدم وجود شيء اسمه الخط ٢٩ في كل مراحل التفاوض، وربما طرحه لبنان للحصول على المنطقة شمال ال ٢٣ كاملة، أي تجليس الخط ٢٣ المتعرج والحصول على كامل حقل قانا. في هذه الحال، يعتبر هوكستاين ان لبنان يكون قد حصل على كامل حقه وهذا أمر نادر في المفاوضات ان يحصل فريق على كل ما يريد. حتى في حال عدم الحصول على كامل المنطقة الاقتصادية الخالصة، سيحاول هوكستاين ان يقنع لبنان بالتفكير ليس بما سيخسر لبنان من التسوية بل ما سيربحه منها. فلبنان في وضعه الحالي بحسابات الوسيط الاميركي ليس حاصلاً على الرقم ١٠٠ والتسوية ستجعله يخسر منه، بل هو مالكاً صفر والتسوية ستجعله يربح ٥٠ أو ٧٠ أو ٨٠. يربح الشركات العالمية المستثمرة، يربح العملة الصعبة، يربح عضوية نادي دول الطاقة، يربح كما ربحت قبرص واسرائيل ومصر والاردن واليونان وتركيا وانتقلت خلال عشر سنوات من صفر طاقة الى دول منتجة. يريد هوكستاين أن يقنع لبنان بترك موقعه ك -lose lose situation الى ما يسمى في علم السياسة وأيضاً في علم التجارة a win-win situation.
هل يلعبها لبنان تجارياً أم ايديولوجياً؟ الاكيد ان البلد ينهار والشعب اما يهاجر او يموت او يغرق، وتعددت الاسباب والموت واحد.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها