سمير سكاف

الأربعاء ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 13:33

المصدر: صوت لبنان

كيف تغلبت غزة على الضفة، وحماس على فتح؟

يقول ماكيافيلي في كتابه الأمير يجب عدم إساءة معاملة شخص ما، إلا عندما ننزع منه كلياً القدره على الثأر! وما ينتظر دولة اسرائيل في المستقبل هو أطفال غزة الباقون على قيد الحياة عندما يكبرون!

على الرغم من حصار غزه فقد نجحت غزة بتحقيق انتصار هائل على اسرائيل في 7 أكتوبر. وبهذا الانتصار حققت في الوقت نفسه انتصاراً تاريخياً على الضفة الغربية وعلى السلطة الفلسطينية! وحققت حماس انتصاراً على فتح. وعلى الرغم من ذلك، فإن نهاية المعركة قد تكون نهاية “إسبرطه” واستمرار “أثينا”! أي أنه من المرجح، في أسوأ الأحوال الميدانية أن يعيد المجتمع الدولي منطقة غزة الى حكم مباشر للضفة وللسلطة الفلسطينية وإخضاع حماس لفتح!

ولكن ما الذي جعل غزه تتفوق في تحقيق انتصار 7 أكتوبر على الضفه؟

1 – إن غزة لم تكن محتله، بعكس الضفة الغربية. وبالتالي فإن غزة امتلكت استقلالاً كبيراً في الحركة.

2 – وجود حوالى 250 مستوطنة وتجمع عشوائي اسرائيلي في داخل الضفة مع حوالى 700.000 مستوطن، وعدم وجودها في غزة، بل في المنطقة المحيطة بها.

3 – غزة المحاصرة، غير محاصرة بالكامل! وذلك، مع وجودها على البحر، بالاضافة الى معبر رفح وأنفاق مرجح وجودها بين غزة ومصر!

4 – تلقي حماس تمويل “مستقل” من إيران ومن دول أخرى (مع تسهيل من الحكومة الاسرائيلية لتعميق الانقسام مع السلطة)! في حين أن فتح تتحرك في إطار السلطة الفلسطينية.

5 – تلقي عناصر حماس تدريبات في إيران ولبنان وغيرهما… في حين أن الحركة العسكرية لفتح ولفلسطينيي الضفة أصبحت محدودة منذ زمن بعيد.

6 – “ترويض” الضفة بعد الانتفاضات…

7 – اختراق المخابرات الاسرائيلية للسلطة الفلسطينية وفشلها في اختراق حماس.

8 – قدرة حماس على إنشاء 6 مخيمات تدريب عسكرية “مكشوفة” داخل غزة!!! وهو أمر غير متوفر في الضفة!

9 – قدرة حماس على خلق عنصر مفاجأة يصعب على فلسطينيي الضفة.

10 – ترك الاسرائيلي مساحة زمنية لإنشاء حماس أنفاق في غزة. مما جعل مواجهة الأنفاق صعبة. وهو أمر غير متوفر في الضفة.

11 – حماس امتلكت الوقت الكافي لتحضير عمليتها. وعنصر الوقت “المريح” غير متوافر في الضفة!

12 – نجحت حماس وغزة في وضع حل الدولتين على نار حامية وجدية في 7 أكتوبر وما بعده، في ظل تراجع قدرة الضفة على فرضه في السنوات الأخيرة!

ولكن قد تتفوق الضفه على غزه في عدة نقاط أبرزها:

1 – لن تتدمر الضفه بالكامل! فالدمار الكامل قد يلغي أسس وجود سلطة حماس!
2 – إن الجيش الاسرائيلي لن يتحرك في الضفه عسكرياً بالكامل، في حين أن المرجح أن الخطة الاسرائيلية تفترض احتلال قطاع غزة بالكامل!
3 – إن السلطة السياسية في الضفه ستبقى فلسطينية “فتحاوية”. في حين أن المرجح أن السلطة السياسية في غزة لن تبقى “حمساوية”! بل ستتحول بدورها على الأرجح الى “فتحاوية” أيضاً!
4 – إن القوانين الفلسطينية ستبقى مفروضة الى حد كبير على الأراضي الفلسطينية.
5 – دخول غزة في “أنفاق” الترانسفير والتهجير القسري (بما في ذلك الى الضفه)، أو حتى بضمها الى الأراضي الاسرائيلية بالحد الأقصى. وهي أمور غير ممكنة الحدوث في الضفة!

إن النجاح المذهل لعملية 7 أكتوبر ستشكل بنتائجها المباشره فرصة باتجاهين: إما حل الدولتين وإما مقدمة لانتفاضة للضفة بأهداف مشابهة للسابع من أكتوبر… يوماً ما!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها