سمير سكاف

الثلاثاء ٢٩ أيلول ٢٠٢٠ - 17:23

المصدر: صوت لبنان

كيف ستشكل الحكومة المقبلة في لبنان؟ ولماذا ستفشل؟ وأي رئيس انتحاري للتكليف؟! وما هو المخرج؟

يمكن حدوث أعجوبة في لبنان، بلد القديسين. ويمكن أن تأتي الأعجوبة بحكومة ترضي الشارع وأهل السلطة والقوى الدولية في آن!! هذا في زمن الأعاجيب. أما اليوم، ومع انخفاض منسوب الأمل، فالحكومة المرتقبة، التي لا تبدو ممكنة في الأفق القريب، ستكون محدودة الشكل والنجاح بين حكومة حسان دياب 2 وحكومة الوفاق الوطني 10! ولا مجال في الوقت الحاضر للحكم، ولغير تصريف الأعمال! وكل حكومات هذا المجلس النيابي الذي يرفض حكومة مستقلة حقيقية مصيرها السقوط في الشارع!

الرئيس الحريري سيرفض انتحار التكليف
التأليف سيسبق التكليف هذه المرة. بتثبيت غلبة تحالف ما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية مع الثنائي أمل- حزب الله. لكن أن يجد لبنان مرشحاً جدياً ليكون الرئيس المكلف، فهذا أمر صعب جداً لأن المهمة انتحارية! فكل عناصر فشل الحكومة متواجدة سلفاً، من انتفاء أي أمل لدعم خليجي أو أي أمل بنجاح المبادرة الفرنسية، وفي ظل رفض السنية السياسية لحكومة مستقلة عنها، مقنعة برئيس من خارج نادي رؤساء الحكومة، أو بظل رفض الشيعية السياسية – العسكرية لحكومة مستقلة عن القرار الإقليمي للمحور الإيراني! إن شح الأموال، ورفع الدعم عن المحروقات، ثم عن الطحين والدواء، وارتفاع اسعار السلع الجنوني، وارتفاع سعر صرف الدولار، والفوضى… كلها أحكام إعدام ضد رئيس الحكومة المقبل!أما تشكيلة الحكومة والاقتصاد اللبناني، فأمور ليس لها أي أهمية كبرى لحزب الله، إلا بالقدر الذي يسمح له بتشديد سيطرته على الخيارات الاستراتيجية للبلاد! كلها أمور تحول دون موافقة الرئيس سعد الحريري على قبول الانتحار السياسي لحكومة إفلاس وطني ومالي، قد تشهد على تفكك الدولة!

كوما المبادرة الفرنسية تنتظر حلحلة غير كافية من الانتخابات الأميركية
إن ظروف تأليف الحكومة المقبلة لن تتغير عن سابقاتها، كما اختبر الرئيس ماكرون! والمبادرة الفرنسية هي في الكوما، ويصعب انعاشها! وفي النهاية، من شبه المستحيل لهذا المجلس النيابي أن ينتج أي حكومة إنقاذية، لا بعد الانتخابات الأميركية – التي قد تسهم ببعض الحلحلة البسيطة – ولا بعد اتفاق أميركي – إيراني نووي غير مرتقب سريعاً، لا يبدو قادراً على إقناع إيران بتفكيك الترسانة العسكرية لحزب الله، ولا في ظل غياب أي عقوبات جدية على زعماء الصف الأول وعائلاتهم! وفي الحد الأدنى، لا قدرة على الحكم “المحدود” لأي حكومة إلا بانتخاب مجلس نيابي جديد!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها