سمير سكاف

الأثنين ٢٠ أيلول ٢٠٢١ - 13:17

المصدر: صوت لبنان

لا ثقة بحكومة الميقاتي!

إن تعب الشعب من الاعتراض في الشارع لا يعني على الاطلاق القبول بحكومة الميقاتي! ولا يعني أيضاً القبول باعطائها فرصة أو فترة سماح! بل على العكس، هو تعبير عن يأس منها ومما يمكن أن تقدمه!

فالحكومة التي أنتجها مجلس نيابي فاقد للشرعية بتصويت أقدام الملايين في الشوارع والساحات على مدى سنتين غير قادرة على تقديم، إن شاءت، أكثر من “إبر مورفين” لتخدير الناس بانتظار الانتخابات النيابية أو بانتظار التمديد النيابي من أجل فراغ رئاسي جديد أو لانتخاب رئيس يحافظ على الأداء الكارثي نفسه ليبقي لبنان سجيناً لمدة أطول في جهنم الحمراء التي تحرق الكيان والبنيان والانسان وكل شيء في لبنان!

السارق يسرق ويكمل السرقة!

من يصدق أن من سرق 86% من ودائع اللبنانيين قادر أن يكون الحل أو جزءاً من الحل؟ من يصدق أن الذين حولوا هذه الأموال الى خارج لبنان ليزيدوا من تفليسة لبنان هم الذين سيعيدون بناء أي شيء في لبنان؟ من هو غير المقتنع أن زعماء الطوائف والمذاهب الذين سرقوا كل شيء وما يزالون يسرقون كل خيرات البلد في محمياتهم المالية سيكملون بنهج السرقة؟

من هو الذي لا يدرك أنه إذا حصل لبنان على أي مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي أو من غيره فإن هذه المساعدة ستسرق كالعادة، وستذهب كالعادة الى جيوب زعماء المذاهب وعائلاتهم وستتحول كالعادة الى حساباتهم خارج لبنان؟ ولن يكون هناك أي إصلاح كالعادة، وسيكذبون على المجتمع الدولي كالعادة. هذا المجتمع الدولي الذي يمارس كالعادة دوره كشاهد زور في نحر اللبنانيين!

من يصدق أن من تسبب بخسارة عدة تريليونات من ثروات لبنان على مدى 40 و30 و15 عاماً تاب الى الله وسيعمل من الآن وصاعداً لتحقيق الاصلاح؟

الجلاد يبقى جلاداً في ملازمة استوكهولم!

من يصدق أن من يتسبب كل يوم بذل الناس وقهرها في طوابير لا تنتهي وفي احتكار الدواء وحليب الأطفال والسلع الغذائية سيصلح أي شيء؟

من يصدق أن حكومة ايرانية – فرنسية بمباركة أميركية في ظل رفض شعبي لبناني ستعطي نتائج لبنانية؟!

من يصدق أن رؤساء “النيترات” ونواب “النيترات” الذين دمروا بيروت بإجرام مباشر أو بإهمالهم الاجرامي كونهم كانوا يعلمون. وهم لم يساهموا لا في إعادة بناء لا الحجر ولا البشر فيها هم المؤتمنون على وضع حجر إصلاحي واحد؟!

خلطة تفجير رئاسية!

من يصدق أن رئيس حكومة ملاحق بتهم الفساد من قبل رئيس جمهورية متهم أنه كان يعلم بالنيترات ولم يمنع تفجير بيروت بالتعاون مع رئيس مجلس نيابي على رأس الكثير من المحميات المالية في مجلس نيابي فاقد للشرعية يعادي الأول ويحمي الثاني… من يصدق أنهم قادرون على إنتاج أي شيء! فعلاً أصبح عقل الكثير منا مخرب لنجرب المجرب! فعلاً أن يأس البعض منا الى ملازمة استوكهولهم لنتأمل أن الجلاد الذي يعمل على قطع رؤوسنا هو الخلاص! فعلاً أنه لم يبق للبعض سوى حبال الهواء للتعلق بها…

التشخيص السوداوي للواقع الأليم دعوة لمواجهته وللتخلص منه في الشارع وفي الانتخابات!

هذه الصورة السوداوية هي صورة واقعية لا يمكن أن تُبنى على وعود كاذبة. فالبناء جرى على باطل وهو باطل!

إن التشخيص لهذه الواقع الأليم هو رفض له وهو دعوة دائمة للتخلص منه! فالشعب محكوم بالعمل على التغيير في ظل الاصلاح المستحيل. والتغيير يجري بشكل متوازي في الضغط الشعبي في الشارع وبالتحضير للانتخابات النيابية، مع أولوية الشارع في ظل كوما الضمير الدولي! وفي ظل الثقة أن لا شيء سيتغير مع حكومة الميقاتي… لا ثقة!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها