لا عشق في السياسة

بعد يومين عيد الفالنتين ونصيحتي للعاشقيْن وللمواطنيْن. للعاشقيْن أقول بخلاف انجيل القديس مرقس “وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ”، وبخلاف ما جاء في سورة البقرة ” إن نساءكم حرْث (بالثاء) لكم، فأتُوا حَرثكم أنىّ شئتم”، أقول لا تكونا واحداً بل احفظا خصوصية كل منكما، واحترما الذاتية عند كل منكما، في هذا صيانة للعلاقة. وللمواطنيْن أقول كونا واحداً للبنان، لا مسيحياً أولاً ثم لبنانياً، ولا مسلماً أولاً ثم لبنانياً. لا تكن أيها اللبناني لبنانياً على الورقة الرسمية، وغربياً أو شرقياً، عربياً أو أعجمياً، بالنفَس والنفسية، بالإتباع والتبعية، بالإلحاق كما حال اليوم مع ايران وبالاستلحاق كما كانت حال بعض اللبنانيين من كل المكونات في الزمن السوري، مع اعتذاري سلفاً من الظلامة اللاحقة بالغرب وبالعرب، لأن لا فرنسا ولا الولايات المتحدة تموّل رئاسة الجمهورية المارونية على حساب الدولة، ولا السعودية تموّل رئاسة الحكومة السنيّة على حساب الدولة، بخلاف ايران التي تموّل جهة حزبية وليس حتى رئاسة دستورية تتمثل بالرئاسة الشيعية لمجلس النواب.
لا عشق في السياسة، لا فالانتان في السياسة بل جماعة فلتانين، لكن للمغروميْن أقول إن هدية قدمها أحدهما للآخر غير ملزمة ويمكن الرجوع عنها لأن المنحة أعطيت في لحظة حب وبزوال الحب يمكن استرجاع المنحة. القرار أصدرته محكمة التمييز الفرنسية، فاقتضى التذكير قبل يومين من العيد.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها