لبنان، مخطط تمويل بونزي

في تقرير البنك الدولي حول اقتصاد لبنان وماليته، وفي السؤال الوارد على الغلاف: مخطط تمويل بونزي؟، يدق البنك الدولي مرة جديدة جرس الانذار علّ المسؤولين يستفيقون على هول الكارثة. الغلاف ينطق بحاله، يكفي أنف بينوكيو الطويل، والدولارات المبعثرة، والهرب من الجحيم لمن يقدر والسقوط فيه لغير القادرين، مشاهد كافية لوحدها للتعبير بالصورة قبل الكلام والأحداث والوقائع والأرقام في متن التقرير. التقرير يتوجه في مقدمته الى الشعب اللبناني مذكراً بأن ما يتعرض له لبنان هو أسوأ أزمة عرفها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.، وأن الميزات المركزية لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية أو للجمهورية الثانية ذهبت الى غير رجعة وبشكل متعمد. والأكثر ايلاماً، يقول التقرير، إن معظم الودائع في المصارف التجارية أسيء استخدامها وصرفها في السنوات الثلاثين الماضية، ما موّل امتيازات استفادت منها قلة في ضوء محسوبية سياسية مارست هيمنة على الادارة العامة. وتوقف التقرير عند الصدمة في شهر تشرين الأول من العام ٢٠١٩ والتي تؤشر الى تفكك الاقتصاد السياسي وانهيار الخدمات الاساسية في البلاد وبلوغ حافة الافلاس بعد مرحلة من الاسراف في مالية الدولة. ويشير التقرير الى العمليات التي درج البنك المركزي على القيام بها والتي نتج عنها تكلفة هائلة بقيت خفية وغير ملحوظة في أي من تقارير مصرف لبنان. غداً اقتصاد لبنان اقتصاد سياسي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها