لبنانان في مؤتمر لوزان

بعد أقل من سنة على انعقاد مؤتمر جنيف، انعقد مؤتمر لوزان في ١٢ آذار ١٩٨٤ حضره المشاركون في جنيف وغاب عنه المستثنيان عن جنيف رئيسا المجلس والحكومة كامل الأسعد وشفيق الوزان. ناقش المؤتمر ثلاث أوراق عمل، واحدة قدمّها الفريق المسيحي الممثل بكميل شمعون وبيار الجميّل، والثانية الفريق المسلم الممثل بعادل عسيران وصائب سلام ورشيد كرامي ونبيه بري ووليد جنبلاط. عرضت الورقتان لبنانين متناقضين، الأولى تحاكي قيام جمهورية اتحادية ذات سلطة إجرائية اتحادية وتنظيم لامركزي، والثانية تنسف كل المقومات الدستورية القائمة وتطالب بإلغاء الطائفية السياسية وتقليص سلطات رئيس الجمهورية وإعادة بناء الجيش. وتقدّم رئيس الجمهورية بورقة عمل تدعو الى هيئة تأسيسية لوضع مشروع دستور جديد للبلاد. وفي حين عمل المندوب السعودي محمد إبراهيم المسعود على تقريب المواقف، انصرف الموفد السوري الى المؤتمر عبد الحليم خدّام الذي رقّاه حافظ الأسد وعيّنه نائباً له، الى تأجيج الخلاف بين الفريقين المسيحي والمسلم لتعزيز دوره كحكم بين الأفرقاء اللبنانيين. وهذا ما كان يفعله خدّام أيضاً في اجتماعات القمة بين الرئيسين اللبناني والسوري حيث كان يتدخل لابداء رأيه، وللتحدث باسم المسلمين في لبنان وكأنه وكيل شرعي عنهم، وفي كل مرة لم يكن تدخله بريئاً بل مبرمجاً وغير بعيد عن توزيع الأدوار بينه وبين الرئيس السوري. غداً حكومة عشرية برئاسة رشيد كرامي

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها