play icon pause icon
فرنسوا ضاهر

فرنسوا ضاهر

الأحد ١٢ أيلول ٢٠٢١ - 08:00

المصدر: صوت لبنان

لبنان أمام المعادلة التالية

منذ سنة ونيف يسعى رؤساء الحكومات الثلاث المفوّضين من المجلس النيابي، الى تأليف حكومة إنقاذية للبنان تتبنّى المبادرة الفرنسية أو تضع البلد على خارطة الإنقاذ والتدابير الموقفة للإنهيار والإجراءات التي تقي من الوقوع في قعر القعر.

وقد تمّت مواجهة هذا السعي من قبل حليفيْ 6/2/2006 بعرقلة تأليف أية حكومة لا تؤمّن لهما إستمرارية وضع يدِهما على البلاد، وإحكام قبضتهما عليها.

وإذ يستند هذا الفريق الحاكم لإحقاق مشروعه المتعدّد الأبعاد:
الى التوقيع الذي يضطلع به رئيس الجمهورية على مرسوم التشكيلة الحكومية.
كما وإلى وجود حكومة تصريف أعمال تعمل وتتحرّك على وقع ذات المشروع السياسي لكونها وُلدت من رحم هذا الفريق الحاكم نفسه.

والى وجود معارضة وهمية أو ضالة في أحسن الأحوال، ترتكز على إنكفاء فريق أساسي عن المشاركة في السلطة الإجرائية، تحت شعارات شعبوية أو مبرّرات فضفاضة أو طروحات لا تقرّر بشأنها.

كذلك الى وجود قانون إنتخابي هجين وغير دستوري أعطى الفريق الحاكم إياه الغلبة في المجلس النيابي سنة 2018.

والى أن عُصمة إتمام إستحقاقين دستوريين، إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة في ايار 2022 وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية في تشرين الأول من السنة عينها، هما بيده وخاضعين لتوقيعه.

ويستند فوق كلّ هذا، الى تصدّع القوى التغييريّة في البلد وتفكّك وإنحلال إنتفاضة 17 تشرين الأول 2019، نتيجة أوجه القمع الذي مارسه عليها وإنصياع القوى الأمنية لإرادته التي إستخدمت أشدّ أوجه العنف والملاحقة ضد رموزها. فتمّ ذلك بغطاء قضائي محكم.

فأمام هذه المشهدية، يكون المشروع السياسي لهذا الفريق الحاكم مؤهّلاً للإستمرار والتمركز أكثر في المؤسسات المركزية، ما لم تتكوّن معارضة وطنية عريضة ضده، – من الأحزاب الإسلامية والمسيحية الموالية لدستور الطائف وللميثاق الوطني اللبناني، – ومن القوى السياسية المعارضة لمشروع الممانعة في لبنان، – ومن المرجعيات الدينية الحريصة على الكيان اللبناني بتركيبته النهائية وعلى التوازنات التي أقرّها وأرساها ذلك الدستور.

ذلك أن الذي يعانيه لبنان لا يعود الى النظام السياسي بحدّ ذاته، بل الى سوء تطبيقه والتجاوزات التي مُورست من خلال نصوصه والممارسات والمصطلحات الدستورية التي إبتُدعت عمداً وأُلصقت به لتشويهه، وتمرير مشروع حلف الأقليات المناهض له، والمسهِّل للمشروع الممانع في الحين ذاته.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها