play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ١٤ كانون الأول ٢٠٢٠ - 11:52

المصدر: صوت لبنان

لبنان الخراب أم لبنان الأمل؟

في ليالي الجائحة والطقس المتقلّب وقلة الحياة الاجتماعية والنشاطات يَنْكَب اللبنانيون على مشاهدة محطات التلفزيون المختلفة التي يقلبها واحدة بعد أخرى، خصوصاً متابعة الأخبار ومقدماتها التي تعكس غالباً حرباً أهلية باردة بين القوى السياسية. فالصراع السياسي في لبنان هو سمة الحياة السياسية الضحلة التي أنتجت طبقة من المسؤولين على هذا المستوى.

هذه تفتح ملفات الفساد وتطالعنا كل ليلة بسلسلة لا تنتهي من الفضائح إن في التعهدات أو في ممارسات بعض الإدارات أو بإمتناع بعض القضاة عن ختم التحقيقات وتوجيه الإدانة وتقاضي الرشاوى.

وهذه  تعكس السخط على التأخير في تشكيلِ الحكومة وتُلقي اللوم على الجهة السياسية المقابلة التي تسعى بحسب زعمها إلى السيطرة على مفاصلِ الوزارات الخالية من الدسم بعد نهب الخيرات.

وتلك تلقي الضوء على معاناة المواطنين في ملاحقةِ قضاياهم المعيشية الأولية في الدواء والغذاء والمحروقات والرغيف والمنقوشة خصوصاً بعد ما بلغنا الخط الاحمر في الاحتياطات تحت مسمى ترشيد الدعم.

ورابعة تتحدث عن الفضائح في التهريب عبر الحدود وتنقل تصاريح لبعض المهربين الذين يتحدون الدولة وقواها الأمنية ملاحقتهم أو للغمز من قناة بعض النافذين السياسيين والامنيين الذين يسهلون عمليات التهريب وخلق أزمات في المناطق المحيطة لجهة شحّ المواد وحتى فقدانها لمصلحةِ إخراجها وبيعها لدى الجار بأسعار أعلى على حساب المواطن والخزينة واحتياطي النقد.

البعض يلقي الضوء على معاناة وعذاب العائلات التي دُمِّرَت بيوتها أو خربت نتيجة إنفجارِ المرفأ ولا أحد من المسؤولين كلَّفَ نفسه عناء الإطلاع ميدانياً على أحوالهم التي لم يبلسمها إلا نخوة الشباب والجمعيات الأهلية ولولاهم لما جرى تصليح لوح زجاج.

مسلسلات لا تنتهي من نقل العذابات على الشاشة وعوض البرامج المسلية التي ترفه على المشاهدين يأتون بالوجوه السياسية فتتصارع او الباحثين الاقتصاديين فيقلقون المستمع لمصير امواله او المخططين الاستراتيجيين الذين يعدونهم بالحروب والنزاعات فيحبط المرء من كَثرَةِ ما يراه من مفارقات وسيناريوهات وتناقضات والأهم من قطع الأمل بتحسّن الوضع لإنعدامِ الرؤية والخطط والقدرة بل يبدو العجز والفشل هما سمة الممارسات من قبل المسؤولين وهم في وادي المحاصصة وتوزع المغانم وانعدام المسؤولية ولا يستحون لا من اللبنانيين ولا من المجتمع الدولي الذي يحتقرهم.

ما هي هذه الصورة للبلد التي يتم نقلها في وسائل الإعلام للداخل وما هي الرسالة التي يوجهونها إلى الخارج.

لبنان الخراب أم لبنان الأمل؟

ألا اقتص الله من المسببين. 

وبمناسبة ذكرى الإغتيال المجرم، تحية للشهيد جبران تويني مطلق قسم وحدة اللبنانيين. 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها