لبنان النسخة الجديدة

منذ اندلاع حرب غزة، صارت أكثر من شخصية لبنانية وعربية أكثر من ضرورية. الرئيس المصري ضروري جداً بقاؤه وأعيد انتخابه وكان ليبقى متربعاً بغزة ومن دون غزة، بمعبر رفح ومن دونه، بمساعدات للقطاع ومن دونها، بعضوية الخماسية للبنان ومن دونها. لا ننسى أنه كان قائداً سابقاً للقوات المسلحة المصرية.
الحكومة اللبنانية باتت ضرورة رغم واقعها التصريفي القابل أن يصبح كامل الأوصاف للضرورات التي تبيح المحظورات. أما رئيس الجمهورية الذي صار رمزاً فيمكن استحضاره أو تغييبه بحسب حاجة الممسكين بالبلد اليه أو الاستغناء عنه.
قائد الجيش العماد جوزف عون ضروري جداً بقاؤه، كان ليبقى فترة أطول بقانون نيابي لا بإجراء حكومي. وهكذا كان.
ولو قدّر للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن تعمرّ ولايته الى ما بعد السابع من أكتوبر لكان حظي بالتمديد الا اذا كان واحد أو اثنان لا يرغبان بتوسيع معارفه وقدراته ومساحة عمله ومستقبله السياسي.
الحاكم مسألة أخرى كان يفتش عن مخرج سياسي آمن يستر ارتكاباته، وكان له ما أراد.
هذه حال الدول التي بينها وبين النظام خصومة، وبينها وبين المؤسسات عداوة. هذه حال الدول التي لا تعرف سوى التجديد لشخص واحد، أو الدول التي تعيّن رئيساً بالانتخاب، أو الدول التي تنتخب الفراغ مرة واثنتين وثلاث، أو الدول التي تجيّر الربح والخسارة لزعماء على حساب آخرين، كما حصل في التمديد لقائد الجيش.
لبنان الديمقراطية العريقة، لبنان تداول السلطة، لبنان النسخة الجديدة صار يمثل هذه الدول ويتصدرها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها