play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ١٩ تموز ٢٠٢٢ - 09:47

المصدر: صوت لبنان

لبنان النهائي


نترحم على كتابات جورج نقاش حول نقيضين لا يصنعان أمّة Deux négations ne feront pas une nation والتي كلفته ثلاثة أشهر حبس. فالبلد مهما كان بصحة جيدة وقوية، لا يستطيع أن يصمد أمام هذا الجنون. الدولة لم تعد سوى بازار مفتوح أمام وقاحة الاشخاص والمؤسسات التي عبثت بالبلد نهباً لموجوداته. والانهيار يتراكم ويتوسع، وكأن جورج نقاش يتحدث لا عن العام ١٩٤٩ بل عن العام ٢٠٢٢، ليشمل الانهيار الخدمات العامة، مياه، كهرباء، تلفون وتراموي، حتى هذا ومن بعده جحش الدولة أنهوا خدماتهما. وشكا نقاش من رهن السلطة القضائية لخمسين سنة مقبلة. ما الذي تغيّر؟ لا شي سوى الأسماء والوجوه. فالقضاء مرهون، والقضاة الأحرار إما تركوا السلك أو مش طالع بإيدن. واللبنانيون نعرف على ماذا يختلفون ولا نعرف على ما يتفقون: مختلفون على وجهة لبنان ورعاته، وغير متفقين على لبنانية لبنان. مختلفون على نصف لبنان الفارغ، حكومة ممنوعة متذ ١٦ أيار، ورئاسة محجوبة في ٣١ تشرين، وغير متفقين على نصفه الملآن: شعب يجوع بكرامة بسبب حكامه البلا كرامة. مختلفون على بدايات لبنان، وحدة عربية أو حماية غربية، وغير متفقين على نهاياته، بل على نهائية لبنان. هل يوجد دستور في العالم ينص كالدستور اللبناني في أول سطر منه، في الفقرة أ من مقدمة الدستور على أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه؟! هل هذا يعني أن لبنان وجهة نظر؟ أو متكوم القيد؟ أو قيد الدرس؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها