عباس الحلبي

الأثنين ٦ نيسان ٢٠٢٠ - 13:21

المصدر: صوت لبنان

لبنان بألف خير لأن ناسه طيبون

من نِعمِ الله علينا تنامي الشعور بالوحدة والمصير الواحد. إنَّ ما نشهده من صور التكافل الإجتماعي بين اللبنانيين يشير بأن لبنان لا يزال بألفِ خير. وهذا لا فضلَ للحكام به بل هو الشعور بوحدة المصير تجاه الأخطار التي تهدد البلد وهو أمرٌ مألوف في مثل هذه الأزمة التي تدفع الناس إلى التفكير في المسائل الأخلاقية والدينية والفلسفية.

ما يجري مِن تفلّت على الإجراءات الحمائية والوقائية المطلوبة ليس رغبة في العصيان بل سعيا” مِن البعض للرزق الحلال بعدما سدَّت في وجوه الناس سبل العيش على مدى الأشهر الأخيرة ولا إجراء حكوميا” لمواجهةِ هذا الكمّ من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية بالرغم من محاولةِ الإستلحاق التي يُؤمَل أن تصل فيها المساعدات إلى مَن يستحقها ذلك أن السلطة عوَّدَتنا ألاّ يستفيد من عطاءات الدولة إلاّ مَن هم تابعون لها من زبائنيتها والمحسوبين عليها وبالرغم من ذلك يقتضي وقف المخاطرة بخرقِ حالِ التعبئة العامة.

شاشاتٌ تجمع الملايين والمتبرعون يخصصون وجهة صرف التبرّع. وكَم أَظهَرَت هذه الحملات عنصر فقدان الثقة بالدولة فلا تأتي عبرها التبرعات لأن الناس مقتنعون أن هذه السلطة القائمة على هذه الدولة غير أهل للثقة. وكان مؤملا” من الحكومة ألاّ تنتمي إليها فجاءَ تسلسل الأحداث ليظهِر هشاشة ادعائها بأنها مستقلة وانها تكنوقراط بإلزامها بتعديلِ 

موقفها تجاه المغتربين الراغبين في العودة بسبب الكورونا، إلى مشروع قانون الكابيتال كونترول، إلى تعطيل التشكيلات القضائية وإلى التعيينات التي قسمت بين أفراد السلطة 

فحصّة للرئيس وحصّة لِتياره لِتَبريرِ وضع اليد على كامِل الحصة المسيحية وإن كنا نسجِّل لرئيس الحكومة تمرّده ورفضه لهذا الواقع ونشجعه عليه.

بعد ثورة 17 تشرين والأسلوب هو هو. وقد سئم الناس هذا القرف. وهل نلوم المنتفضين في مطالبتهم بإقصاءِ هذه السلطة مِن أعلى الهرم إلى أدناها. لقد خدَمَت الكورونا السلطة بإلزامِ الناس إلتزام المنازل ووقف الحركة لأنه كان مؤملا” لو إستمرَّت الإنتفاضة على وتيرتها أن يسقط الحكم غير مأسوف عليه وهو الذي لَم يجلب إلاّ الخراب على البلد وعلى اللبنانيين. 

وتتهيأ القرى والبلدات والأحياء في المدن لمواجهةِ آثار الأزمة على معيشةِ الناس وهذا مِن أنبل وجوه التكافل الإجتماعي المطلوب والذي لوحده يعتبر عنصرا” لازما” وربما غير كافٍ لسدِّ إفلاسِ الدولة تجاه المجتمع. وهي مبادرات تستوجب التحية والتشجيع شرط أن تبقى ملك الناس ولا تدخل السياسة فيها وألا تتحول الى مناطق مغلقة تدير شؤونها ذاتيا” وخارج نطاق الدولة. 

لبنان بعده بألف خير لأن ناسه طيبون يستحقون حياة أفضل وسلطة أقل سوءا”.

شعنينة مباركة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها