عباس الحلبي

الأثنين ٣٠ كانون الأول ٢٠١٩ - 07:57

المصدر: صوت لبنان

لبنان عصيٌّ عن السقوط

لعلَّ الميلاد يفتح صفحة جديدة في حاضر اللبنانيين وغَدِهِم، فبشائر التغيير تطلّ علينا ونحن على عتبةِ سنةٍ جديدة بآمالها وأحلامها ونطوي صفحة مظلمة في أبعادِها ومشاكلها. إلاّ أننا اليوم نحمل أملا” واعدا”. فاللبنانيون المنتفضون لم ييأسوا من صمّ الآذان عن مطالبهم وهم مصرّون على إحداثِ الفرق بين مرحلة مَضَت ومرحلة آتية. يُخطئ مَن يظن أن الصدمة التي حققها المنتفضون لم تؤتِ ثمارها. فالإرباك ظاهر في الساحة السياسية وتصرفات المسؤولين. 

لقد أظهَرَت الإستشارات النيابية بأن المستنقع الذي حُشِر اللبنانيون فيه بدأ يتحرّك ولَن يطول الوقت في إحداثِ التغيير في التمثيل لوجدان اللبنانيين وقد باتَ مشكوكٌ فيه لأن المواطنين يبحثون عن لقمةِ العيش الكريم وتنفيذ المطالبِ المحقّة في التربية والإستشفاء ومعالجة الفقر والمصائب التي خلفها القيّمون على الأمور فيما الآخرون يبحثون عن معادلات جديدة لإقتسامِ الحصص وما تبقّى من المغانم.

لا شكَّ أنَّ البلد مقبل على إجراءات موجعة وأنَّ نمط الحياة كما تعوَّده اللبنانيون عقودا” لن يستمر بل سيتغيّر وان هذه الإجراءات على قساوتها لن تؤدي مستقبلا”، بعد التنظيف، إلى إستعادةِ السياسيين لقواعدَ اللعبة من جديد لإغراق البلد بدوامةِ الفساد لأن المنتفضين سيبقون مترقبين ويقظين ذلك أن إستكانتهم السابقة هي التي فتحَت المجال للطبقة السياسية لإفشالِ الدولة وإفقار الناس وإجبارهم على الهجرة. 

مِن هنا يعطينا الميلاد فسحة أمل فنجدد الصلاة في النفوس وفي رأس السنة يبزغ نور جديد بِغَدِ أفضل. فلبنان عصيٌّ عن السقوط ومَن يسقط إن شاءَ الله هم الفاسدون والفاشلون.

فإلى السنة الجديدة 2020 تحمل حلم التغيير وتبشّر بالقيامة فنحتفل بمئوية لبنان برؤية التغيير أمرا” واقعا”. 

كل عام وأنتم بخير. 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها