المصدر: صوت لبنان
لبنان في خندق أمن العدو
لقد أخفق لبنان في تطبيق القرار ١٧٠١ منذ إقراره سنة ٢٠٠٦، ولم يتلقف لحظة إستلحاق تطبيقه عند إندلاع حرب غزة، بل ثابر على خرقه بمساندة ومؤازرة غزة، حتى تحوّلت الاعمال الحربية التي أعلنها حزب الله بمعرضها من قواعد إشتباك محدودة ولو متصاعدة الى حرب مفتوحة بينه وبين العدو الاسرائيلي منذ مطلع أيلول من السنة الجارية.
فكان من نتيجة تلك الحرب أن أعاد العدو إقتحام وإحتلال أجزاء من الجنوب اللبناني المحرّر منذ سنة ٢٠٠٠، على وقع الدمار الكلّي لقرى بأكملها في محافظات بيروت (الضاحية الجنوبية) والجنوب والبقاع وتهجير مئات الآلاف من أبنائها.
وكان من نتيجتها أيضاً أن العدو الاسرائيلي نفسه
قد رفع سقف مقتضيات أمنه الذاتي على حدوده الشمالية، وذلك بعدما تبيّن له أن المقاومة الاسلامية في لبنان قد تحوّلت إنطلاقاً من أراضيه من مقاومة وطنية تحريرية لجنوبه الى ذراع عسكرية أساسية بإمرة الولي الفقيه ومشروع الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة العربية، الذي يهدّد كيانه ويسعى الى ازالة وجوده.
الأمر الذي حمله على المطالبة بتعديل القرار ١٧٠١
حتى جَعْله واقعاً تحت الفصل السابع، كما بتنفيذ القرار ١٥٥٩ بحذافيره حتى يُقحم السلطات اللبنانية الهشّة والمستضعفة بمهمة تجريد حزب الله من سلاحه. مع ما قد يستتبع ذلك من صدام في الداخل اللبناني وتمزّق في البنية المجتمعية للبلد.
وبذلك، يكون لبنان قد أُدخل في آتون الحديد والنار والتهجير والتمزّق الداخلي والفقر والعوز والشحّ في تدفق العملة الصعبة اليه، الى الحين والظرف والواقع الذي يعتبر فيه العدو الاسرائيلي أمنه المستدام محقّقاً على حدوده الشمالية. حتى لو تطلب ذلك ردحاً من الزمن ومزيداً من التدمير لهذا الوطن الهزيل والمتصدّع بفعل حكّامه ومسؤوليه وإنعدام الرؤيا الوطنية الجامعة بين شعوبه.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها