عباس الحلبي

الأثنين ٦ تموز ٢٠٢٠ - 12:55

المصدر: صوت لبنان

لبنان في عين العاصفة…

إسترعى الإنتباه ما وَرَدَ في بيان اللقاء الوطني الذي عُقِدَ في بعبدا منذ أيام لجهة تطوير النظام السياسي وهو أمر مُستَغرَب أن تَرِد هذه العبارة في بيان عَن لقاء قيلَ أنه لتأكيد الوحدة الوطنية منعاً للفتنة ولأحداث الشغب وحفظاً للسلم الأهلي. لا نرى إيراد مثل هذه العبارة إلاّ من باب المضيّ في سياسة الهروب إلى الأمام التي يعتمدها العهد القوي والحكومة العاقر.

ذلك أن إجراءات أقل أهمية لَم نرها طيلة هذه السنوات ما خلا إطلاق الشعارات الفارغة وتأكيد الإخفاقات المتتالية وقد فاتَ مَن دسَّ هذه العبارة في هذا البيان أو تعمَّدَ دسّها تشفياً من التعديلات الدستورية التي كرَّسَها إتفاق الطائف نصوصاً ملزمة في الدستور.

لقد توفَّرَت لهذه التعديلات أجواء وفاقية من قِبَل الأطراف الأساسيين في الصراع اللبناني-اللبناني في تلك الفترة كما توفّر الوفاق بين المحاور الإقليمية العربية وكذلك الرعاية الدولية التي بإجتماعها جميعها وفَّرَت الأرضية الصالحة لإنجاز هذا الإتفاق.

أما اليوم عن أي وفاق نتحدث إن داخلياً أو إقليمياً أو دولياً.

كان مِن الأجدى على الداعين للقاء بعبدا أن يتبصروا بالأمور أكثر ويستعجلوا إتخاذ إجراءات تُعيد الثقة إلى البلد لِوقف تدهور العملة الوطنية تجاه الدولار ووقف نزيف الكهرباء المعيب والمفجع.

هل إلى هذه الدرجة صعب على الدولة أن تعيّن مجلس إدارة جديد لمؤسسة الكهرباء مثلاً بعد إنقضاء سنوات طويلة على إنتهاء ولاية المجلس الحالي؟

هل صعب على رئاسة الجمهورية الإفراج عن التشكيلات القضائية التي أعدَّها مجلس القضاء الأعلى بإجماع أعضائه لوقف التدهور الخطير الذي ينزلق إليه نتيجة أحكام هجينة لا أساس لها في القانون ولا في المنطق.

وبكل وقاحة وأزاء هذا الفشل المتمادي والعجز الفاضح تتسرب اخبار طلب الحكومة لصلاحيات إستثنائية للتشريع. هل مثل هذا التفويض الخطير يعطي لمثل هذه الحكومة.

تتصاعد الإنتقادات الموجهة ضد السفيرة الأميركية ولكن هل رأينا ردة فعل لممارسات ومواقف للسفير الإيراني أو السوري أو مسؤولي هذين البلدين وتدخلهم الفاضح بالشؤون الداخلية؟

عندما تمَّت دعوة السفيرة إلى التقيد بأحكام إتفاقية فيينا هل ينسحب ذلك على جميع السفراء؟

لبنان في عين العاصفة والمسؤولون ينامون “مثل نواطير مصر”.

أعانَ الله لبنان على تحمّل هؤلاء لينتهوا هم وكفيلهم الذي عطَّلَ البلد للإتيان بهم قبل أن ينتهي هو.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها