فرنسوا ضاهر

الأحد ١٩ آذار ٢٠٢٣ - 09:01

المصدر: صوت لبنان

لبنان لم يعد صالحاً لأي تسوية رئاسية

عندما يكون البلد قد سقط وإنهار فيه كل شيء، ولم يعد يتواجد فيه مرتكزاً واحداً قائماً، يكون في وضعية لا تحتمل أي تسوية من أي نوع كانت، رئاسية ام غير رئاسية. ذلك أنه عندما يتمّ البحث بإتمام تسوية ما في بلد معين، لا بدّ أن تكون فيه مرتكزات قائمة يقتضي إنقاذها والمحافظة عليها، ومرتكزات أخرى تتطلب إعادة تكوينها وبنائها. هذا ما يفسّر ربما التسويتين الرئاسيتين اللتين تمتّا في أيار ٢٠٠٨ وفي تشرين أول ٢٠١٦، وأتتا بالعمادين ميشال سليمان وميشال عون رئيسين متعاقبين للجمهورية اللبنانية. فأوصلتا البلاد الى أوضاعها وإنحلالها الكلّي. اما اليوم، فلبنان لم يعد صالحاً لاي تسوية رئاسية ما يجعل المقترح الفرنسي لحلّ الأزمة اللبنانية ساقطاً ومستوجباً الإسقاط (سلطة إجرائية برأسين تابعين لمشروعين متعارضين)، والموقف السعودي سليماً. من زاوية أن لبنان بات بحاجة الى معالجة جذرية لأوضاعه وحلّ نهائي لمشكلاته (سلطة إجرائية إصلاحية إنقاذية متجانسة)، والاّ إبقائه في حال الفراغ الرئاسي الى ما شاء الله. ما دام أن إقتصاده قد أضحى نقدياً صرفاً، وخدمات الدولة فيه شبه متوقفة، وقطاعاته الحيوية والمنتجة تعمل على تدبّر أمرها، والعدالة فيه مثقوبة ومعيوبة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها