عمر عليمات

الخميس ٩ تموز ٢٠٢٠ - 07:13

المصدر: الرؤية

لبنان.. مَن المسؤول؟

ينزلق لبنان بشكل متسارع نحو مرحلة من عدم الاستقرار السياسي المدفوع بوضع اقتصادي متردٍّ، قد يصل إلى إفلاس الدولة، وبرغم تعقيد الوضع، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم وجود الإرادة الحقيقية لمواجهة الظروف الحالية، إذ لا يزال فريق عريض يتبنى الرواية الإيرانية القائلة: إن هناك قراراً أمريكياً إسرائيلياً لإدخال لبنان في نفق الحرب الأهلية، عبر تدمير اقتصاده وعملته الوطنية.

4 حالات انتحار شهدها لبنان في 48 ساعة احتجاجاً على الظروف المالية السيئة وضيق الحال، والطبقة السياسية مقسومة بين طرف فاعل على الأرض يفرض رؤيته وقراراته بقوة السلاح على الدولة اللبنانية كاملة، واقتصاديون تمكنوا من تهريب مليارات الدولارات إلى الخارج، ليقع لبنان بين فكي كماشة، ففريق «محور الممانعة» ليس لديه الاستعداد لتقديم مصلحة بلاده على مصالحه وولاءاته الخارجية، وأصحاب رؤوس الأموال الذين أثروا على حساب اللبنانيين ليس لديهم الاستعداد لضخ جزء ولو بسيط من ملياراتهم لدعم اقتصاد بلادهم الوطني.

شماعة التدخلات الخارجية باتت عبئاً على الشعوب، فكلما أخفقت حكومة في القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، اختبأت وراء عباءة نظرية المؤامرات لتبرير فشلها وعقمها الاقتصادي والسياسي، وفي لبنان شمَّاعة استهداف المقاومة حاضرة في كل مفصل من مفاصل الدولة، لتبرير كل ما يحدث حتى في قضية النفايات وانتشارها في شوارع بيروت.

مَن يقول إن أمريكا تخنق لبنان لإشعال ثورة ضد حزب الله، فعليه أن يعي أن أمريكا لم تخلق حزباً تحول إلى قوة عسكرية تحكم خارج سلطة الدولة، ولم تقرر إبعاد لبنان عن العالم العربي والتضحية بكل الدعم والمساعدة المقدمة له من أجل عيون طهران ونظامها، ولم تؤسس حالة غريبة لسرقة بلد كامل بحجة الدفاع عن الطائفة، وواشنطن لم ترسل اللبنانيين للقتال خارج الحدود لدعم ميليشيات ووكلاء إيران.

شماعة التدخلات الخارجية شماعة مهترئة فالدول لا تسقط من الخارج إلا إذا كان العث الداخلي قد نخر عظامها وجعلها خاوية تميل حيث أميلت.

الدول تسقط إذا استشرى فيها الفساد وتناحر السياسيون من أجل مصالحهم.. الدول تسقط عندما يكون الوطن ثانياً والأجندة والطائفة أولاً.. الدول تسقط عندما يصبح الحزب دولة داخل دولة.

باختصار، حتى ولو افترضنا أن قراراً أمريكياً إسرائيلياً صدر بتفجير الوضع في لبنان، فأين هو قراركم الوطني وتغليبكم مصلحة وطنكم على أيّ مصالح أخرى؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها