play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الثلاثاء ٤ تشرين الأول ٢٠٢٢ - 08:56

المصدر: صوت لبنان

لبنان والوحدة العربية

حصل لبنان على الاستقلال السياسي، لكن بقيت جيوش الحلفاء على أرضه. فقرر الثنائي بشارة الخوري ورياض الصلح التحرك الديبلوماسي بالانفتاح على الدول العربية أولاً ثم على الدول الصديقة لتحقيق الجلاء. وكان لمصر الموقع الأول لكونها كبرى الدول العربية، ولوجود المقرات الأساسية لقيادات الحلفاء السياسية والعسكرية على أراضيها. وشجع وزير خارجية بريطانيا السر انطوني ايدن الوحدة العربية، فتحولت فكرته الى مشروع قيام جامعة الدول العربية. لكن كان حماس سوري للوحدة العربية، فدعت مصر الى مؤتمر عقد في قصر انطونيادس في الاسكندرية حضرته الدول العربية السبع المستقلة: مصر، لبنان، الاردن، سوريا، العراق، السعودية واليمن. وبعد تبادل العبارات الشعرية بين رؤساء الوفود كما درجت العادة، افتتح المؤتمر رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس الذي عبرّ عن صعوبة اندماج الأقطار العربية الأربعة، لبنان وسوريا والاردن وفلسطين، لافتاً الى خصوصية كل دولة، والى امتيازات الموارنة في لبنان، وموقع اليهود في فلسطين، والى الصعوبة في تحديد مركز سوريا بالنسبة الى العراق وأيضاً بالنسبة الى السعودية.
موقف مصر المتحفظ لم يمنع اندفاعة سوريا الى طلب الوحدة وشدد رئيس الحكومة السورية سعدالله الجابري على “وحدة بلاد الشام الجغرافية” حيث لم يكن وجود للبنان مستقل بحدوده الجديدة، بل كان جبل لبنان الواقع بين فرن الشباك غرباً وهي خارج بيروت والمعّلقة في زحلة شرقاً وشمالي صيدا جنوباً وشمالي البترون شمالاً. وحمل الجابري على مشكلة الصهيونية في فلسطين وقال في هذا الاطار إن العرب قد يقبلون بالحل الذي رسمه الكتاب الأبيض الانكليزيWhite Paper القائل بتقسيم فلسطين. كما حمل على الوجه المسيحي في لبنان غير المسند الى عملية حسابية ورقمية وعددية، بحسب خطابه. لكن، في ختام المؤتمر، غيّر الجابري موقفه وانتهى بالاعتراف بسيادة الجمهورية اللبنانية، وكان لرياض الصلح الذي ترأس وفد لبنان الى المؤتمر وضمّ وزير الخارجية سليم تقلا ومدير غرفة رئاسة الجمهورية موسى مبارك، الدور الحاسم في هذا التحول السوري.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها