play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ١٣ نيسان ٢٠٢١ - 08:15

المصدر: صوت لبنان

لبنان ١٣ نيسان

١٣ نيسان ١٩٧٥، يجب أن نتعلم،

الدرس الأول: لا وجود في الأوطان لواحدة فقط هي أمّ الصبي والباقي خالات أو زوجات أب، وهذا الدرس موجه للمسيحيين الذين حكموا لبنان وكأنه إرث مسيحي، أو وقف للموارنة ووقف على الموارنة. الدرس الثاني: لا إشراك في الولاء والإنتماء، وهذا الدرس موجه للمسلمين الذين احتكموا الى الخارج في سياداتهم وحكمّوه بلبنان، ونفذوا أوامره، فكان سفير مصر  عبد الحميد غالب حاكماً بأمره على سياسيي لبنان الى أن طرده الرئيس كميل شمعون، وأبو عمّار الذي قاد جيشاً رديفاً في الستينيات والسبعينيات، وحاول جعل رئيس الجمهورية الياس سركيس مجرد ناظر ومراقب ولابس خوذة زرقاء بين اللبنانيين والفلسطينيين، الى أن طردته اسرائيل الى تونس عام ٨٢، ثم السوري الذي كان الناخب لرئيسيْ جمهورية على الأقل الى أن طرده القرار الدولي ١٥٥٩ الصادر في ٢ أيلول ٢٠٠٤، والنافذ على أصله بثورة الأرز بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥.

واليوم جاء دور الايراني من خلال ممثلية حزب الله، وهنا الفارق الخطير إزاء الاحتلالين الفلسطيني والسوري. نحن أمام مصادرة قرار الدولة بسلاح من الداخل يمثّل الخارج من دون احتلال مباشر او وجود عسكري غريب. إنه أخطر الأنواع.

لحظةَ محاصرة عرفات في بيروت والجنوب عام ١٩٨٢، راودته فكرة الخروج، ليس الى سوريا، ليقينه أن سوريا غير لبنان وأن ما كان مسموحاً به في لبنان سيكون ممنوعاً في سوريا، فراودت عرفات فكرة استئجار جزيرة يونانية يعيش فيها الفلسطينيون، الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، الا ان الفكرة رفضها رئيس الوزراء اليونانى.

نعم، كان لبنان وطناً مستأجراً، ومساحة مأجورة، وعقاراً كاد أن ينتقل بالسلاح وبالمؤامرة الدولية من أهله الى ضيوفه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها